السبت، نوفمبر ١٥، ٢٠٠٨

كيف يقود الله خطواتنا



السلام عليكم

 

بالأمس كنت أشاهد برنامج على قناة الحافظ وكان الشيخ –مقدم البرنامج- مستضيفا لطبيب يتحدث عن تجربته مع الحجامة –وهى أسلوب العلاج النبوى والذى يدخل فى دائرة الطب البديل- كطبيب معالج بالحجامة ... حكى الطبيب تجربته فى قصة طويلة أذكر منها الجزء الهام فقط الذى أريده للخروج بالشاهد من القصة.

 

يقول الطبيب:

كنت اعمل بالمملكة العربية السعودية عندما جاء لى مريض يشكو من ألم ... وعند كشفى عليه الكشف الروتينى وجدت آثار تشريط مشرط ... سألته عن ذلك قال لى إنها من آثار الحجامة ... سألته وما الحجامة؟ صاح فى قائلا "مش عيب يادكتور اسمك على رمضان ومطلق لحيتك ولا تعلم ماهى الحجامة؟" ثم مضى ... وفى يوم آخر جاء مريض آخر للطبيب وقال له "إنى فى شدة المرض وقد جربت كل الأطباء وكل الأدوية وما نفع منها شئ وأنا أريدك أن تقوم بعمل حجامة لى" قال الطبيب "وما الحجامة ... أنا لا أعرف ماهى ولم أقم بها من قبل" رد عليه المريض "لا تقلق ... الأمر بسيط جدا وقد أحضرت معى الأدوات اللازمة وسوف أقول لك بالظبط ماتفعل" وأخذ المريض يشرح للطبيب خطوات الحجامة بالظبط –والتى هى بسيطة جدا- ثم يشرع الطبيب ينفذ ما قاله له المريض حتى انتهى وذهب المريض وبعد ساعات اتصل به المريض وشكره جدا وقال له إن الألم قد زال.

 

هنا قال الطبيب لمقدم البرنامج "وقد شعرت أن الله يريد أن يوجهنى للحجامة بهاتين القصتين" ثم يكمل الطبيب قصته ويصبح أول طبيب يعالج بالحجامة فى المملكة ويستخدم الأدوات الحديثة ويقوم بغمل دكتوراه فى الحجامة فى جامعات اوروبية.

 

الشاهد من القصة هو كيف يقود الله خطوات الإنسان لتحقيق مايريده الله منه والذى هو خير قطعا ... انظر كيف بعث الله للطبيب بالمريض الأول وكيف نهره بقوة عندما سأله عن الحجامة وكأن الله يريد أن يوقظ هذا الطبيب بصدمة قوية وليس مجرد مناقشة هادئة قد يزول أثرها بعدها ... ثم كيف يمهد الله أمر الحجامة للطبيب بالمريض الأول الذى لايطلب الحجامة ولكن يخبر الطبيب بها فقط ثم يطلب المريض الثانى الحجامة ... كل هذا ليس إلا قيادة الله لخطوات الانسان فى الدنيا ... وهذا يذكرنى بقصتين يظهر فيهما جليا هذا الامر أسردهما مجملتين:

 

الأولى قصة سيدنا سلمان الفارسى ... والتى قاد الله خطواته فيها –وقد كان مجوسيا موغل فى المجوسية- ليمر من أمام كنيسة –قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم- لأناس يعبدون الله فيتأثر بهم ثم يدخل فى النصرانية ويظل يتنقل من بلد لآخر بحثا عن العباد العلماء ليلتحق بهم ... الى أن يوصيه آخر عالم التحق به أن يلتحق بنبى آخر الزمان والذى يظهر فى أرض العرب ... ويعرض سيدنا سلمان على تجار عرب أن يصحبوه فى مقابل كل ماله فيقبلون ... وفى الطريق يغدرون به ويبيعونه عبدا لرجل يهودى من أهل المدينة!!! سيدنا سلمان لم يكن يعرف المدينة التى سيظهر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه يعرفها وصفا ... فبدلا من أن يتركه الله يبحث طويلا فى كل بلاد العرب ... يقود الله خطواته بطريق مؤلم نعم –طريق العبودية- ولكنه أقصر طريق للهدف المنشود ... ويلتحق سيدنا سلمان بالنبى صلى الله عليه وسلم ويصبح من آل بيته بقول النبى صلى الله عليه وسلم "سلمان منا آل البيت"

 

القصة الثانية ... قصة سيدنا يوسف عليه السلام ... وكيف قاد الله خطواته وخطوات أخوته ليُنفذ ما أراد من إكرام سيدنا يوسف.

 

وهذه القصص لا تحدث للصالحين فقط ... ولكنها تحدث لكل الناس لأن الله رحيم بعباده كلهم المؤمن والكافر ... الصالح والعاصى ... ولكن من الناس من يفهم عن الله ... ومنهم من يغفل ولا ينظر إلى آثار رحمة الله كيف يحى الأرض بعد موتها وكيف يقود الناس لحياة قلوبهم ... ولهذا تجد سيدنا يوسف فى آخر القصة يقول "وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين اخوتى إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم" ... ولهذا تجد سيدنا سلمان عندما عاد لبلاده –بلاد فارس- بعد أن فتحها الإسلام ويلتف حوله قومه يطلبون منه أن يحكى لهم قصته فيقرأ عليهم سورة يوسف فى إشارة إلى الأمر المشترك بين سيدنا يوسف وسيدنا سلمان من اقتياد الله لخطوات كليهما للخير والرشاد ... وأيضا ماقاله الطبيب عندما فال "شعرت أن الله يريدنى أن أقدم على الحجامة بعد حادثتى المريضين"

 

لهذا ... وجب على كل مسلم بل على كل إنسان أن يتفكر فى تصريف الله لشئون حياته ... ويعلم أن ما أراده الله هو الخير له وإن لم يكن يرى فيه خيرا.


أختم بكلمة للشيخ عائض القرنى كتبها فى كتابه الشهير "لا تحزن" أرسلت لى بالامس فى رسالة:

"عسى تأخيرك عن سفر خيرا، وعسى حرمانك من زوجة بركة، وعسى ردك عن وظيفة مصلحة، لأنه يعلم وأنت لا تعلم." "إذا أقامك الله فى حالة فلا تطلب غيرها لأنه عليم بك، فإن أفقرك فلا تقل ليته أغنانى، وإن امرضك فلا تقل ليته شفانى"

 السلام عليكم

الجمعة، نوفمبر ٠٧، ٢٠٠٨

نشيد عن الطلاق

السلام عليكم

نشيد رائع عن الطلاق ... مؤثر جدا ... لعلا الله ينفع به وينقذ به أسرة من التفكك



السلام عليكم

السبت، نوفمبر ٠١، ٢٠٠٨

كتاب – جدد زواجك

السلام عليكم


أخيرا وبعد انقطاع طوييييييييييييييل عن التدوين أعود مرة اخرى ولله الحمد ... كنت معتقلا فى سجون المذاكرة والإمتحانات التى أرجو من الله أن يكملها على خير بنتيجة تقر بها عينى وتعوض تعبى ... المهم ... الإمتحانات انتهت ولله الحمد –بمرها ومرها- وأعود مرة أخرى للقراءة –هوايتى المفضلة- والتدوين والذى لا أعلم هل سأتمكن من المتابعة فيه كما سبق –وذلك لظروف انشغالى بالبحث عن شقة للزواج- أم لا .. المهم ... نخلينا فى اللحظة الحالية.


كتاب اليوم عن موضوع جديد جدا ... عن الزواج
J

طبعا ده غير مستغرب لأنى مشغول جدا هذه الأيام بهذا الأمر وكل مايتعلق به ... الكتاب بعنوان "جدد زواجك" ... طبعا ممكن واحد ظريف يسألنى ويقول "هو انت اتجوزت لما تفكر فى تجديد زواجك" ... وأرد عليه وأقول "استعدادا للمرحلة المقبلة ان شاء الله وهو من سبيل المعرفة النافعة ان شاء الله ... وبلاش استظراف J".


الكتاب كما يتضح من عنوانة يدعوا للتجديد فى الزواج وذلك منعا للملل والفتور الذى قد يصيب العلاقة الزوجية من آن لآخر ... وطبعا هذا طبيعى ... فوجود علاقة لصيقة كعلاقة الزواج بين شخصين لمدة طويلة لابد وأن ينتج عنها بعض الآثار السلبية ... ودور الشخصين هو محاولة التقليل من هذه الأثار السلبية ... والتغلب عليها عند حدوثها.


يرى الكاتب أن المظاهر التى دفعته إلى الدعوة إلى التجديد فى الزواج -والتى نتجت كنتيجة طبيعية للملل الذى يطرأ على الحياة الزوجية- هى كما يلى:

  1. كثرة الطلاق
  2. انتشار قصص الخيانات الزوجية
  3. كثرة المشاكل والخلافات الزوجية
  4. هجر الأزواج لبيوتهم


ويرى الكاتب أنه لحدوث هذا التجديد لابد من توافر بعض الصفات فى كلا الزوجين للقدرة على إدارة عملية التجديد فى الزواج على النحو المرجو وهذه الصفات هى:

  1. الحرص على البيت والزوجة\الزوج
  2. المصارحة بين الزوجين بكل شئ فلا يخزن أحد الطرفين الأخطاء للطرف الآخر ثم ينفجر فجأة
  3. التغافر
  4. حسن الإستماع "ولعل هذه الصفة مطلوبة بوفرة عند الزوج أكثر من الزوجة"
  5. حسن الظن من كل طرف فى الطرف الآخر
  6. العزيمة والإرادة "وهما مطلوبتان لإحداث أى تغيير فى حياة أى شخص فما بالك بالزواج"
  7. التواضع وخفض الجناح
  8. حسن الخلق "ولعل هذه هى الصفة الثامنة ولكنها قد تكون الأهم"


وفى رأى الكاتب ... من الوسائل المهيأة لتجدي الزواج:

  1. التواصل العاطفى بين الزوجين "وقد أسهب الكاتب فى تفاصيل هذه النقطة ولكن لامجال لذكر ذلك هنا لضيق المساحة"
  2. العمل على منع الخلافات الزوجية قدر الإمكان


ويرى الكاتب أن هذا التجديد فى الزواج مطلوب دائما وأبدا وليس فى توقيت معين أو فى ظروف معينة


وأخيرا .. امتلأ الكتاب بحكايات حقيقية أو أخرى لعلها منسوجة من الخيال وقد أعجبنى جدا بعضها ... أذكر هنا بإذن الله طرفا من هذه الحكايات


أولا: الرجل الغيور

تحكى هذه الحكاية عن رجل كان يغار على زوجته غيرة قاتلة ... حتى أنه لايريدها أن تخرج للسوق لاشتراء حاجياتهم او للبلكونة لتنشر الغسيل ... والمشكلة أن هذه الزوجة كانت سيدة فاضلة تراعى الله فى كل أمورها ... صارت بهم الحياة جحيما ... وفى يوم من الأيام ضاقت الزوجة زرعا بغيرة الزوج وحدث الطلاق ...وبعد الطلاق أراد الزوج ان يتزوج مرة أخرى ... فدار بينه وبين احد أصدقائه هذا الحديث:

الصديق: ماذا تنوى أن تفعل فى زواجك هذه المرة؟

الزوج: لابد أن أتخفف من غيرتى القاتلة تلك ... فقد كانت السبب فى فشل الزواج الأول.

الصديق: وما أخبار زوجتك السابقة؟ هل تزوجت؟

الزوج: لا لم تتزوج بعد ... وهى تعيش مع والديها

الصديق: أليس هذه السيدة الفاضلة أولى أن ترجع لها؟

الزوج: "مطرقا رأسه فى أسى" نعم


ونتيجة القصة ... يامن تفكر فى الطلاق ... تخيل نفسك مكان هذا الزوج ... لو كان تعقل وأحسن التصرف وتحكم فى أعصابه لما تعرض لهذا الموقف ... فاعتبر!!


ثانيا: العهد الجميل

تعاهد زوجان فى بداية زواجهما ألا يثيرا اى مشكلة فى غرفة نومهما ... فكانا يتناقشان ويختلفان ويغضبان من بعضهما البعض ... فاذا دخلا غرفة النوم كانا كأن لم يكن هناك خلاف ... فيصبحان وقد انتهى أى خلاف بينهما


ثالثا: زوج يريد ان يتزوج زوجته مرة ثانية

فى احد الأفراح ... طلب شاب من المأذون أن يعقد قرانه على زوجته مرة اخرى ليستعيد الذكريات الجميلة للزواج ... فقال له المأذون ... الأمر بيدك وليس بيدى ... يمكنك ان تشترى ملابس جديدة كملابس العرس أنت وزوجتك وتقوم بعمل حفلة فى منزلك ويحضره أقاربك ... ثم تأخذ أجازة مع زوجتك فى مكان جميل كشهر العسل ... وكذلك تجدد زواجك بنفسك وتوفر أجرة المأذون "هذه القصة من أجمل القصص المذكورة فى الكتاب وتحمل فكرة رائعة وأعتقد أن الكثير من الأزواج والزوجات يحتاجونها بشدة وخصوصا الذين أنجبوا"


رابعا: كوب المانجو

رجل كبير فى السن تجاوز السبعين من عمره ذهب لزيارة أحد أصدقائه ... فرح به هذا الصديق فرحة غامرة وأراد أن يكرمه وقد علم أنه يحب عصير المانجو جدا ... فقدم له كوب من عصير المانجو ... فشكره الضيف ورفض ... تعجب المضيف بشده وسأله لماذا ... تهرب الضيف من الإجابة ... فأصر عليه المضيف ... فقال له "إنى أحب عصير المانجو جدا ... وقد كانت زوجتى تشاركنى حبه ... وكنا نجلس كل ليلة معا نشربه ... وبعد ان توفاها الله اخذت على نفسى عهدا ألا أشربة فى الدنيا انتظار ان أشربه معها فى الجنة إن شاء الله" ... ماأجمل هذه الحكاية والتى تذكرنى بوفاء النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- لأمنا خديجة رضى الله عنها.


خامسا: المرأة والحصان

وهذه الحكاية لا أعلم لما أوردها الكاتب ... ولكنى أخذت أضحك عليها كثيرا فأحببت أن أوردها فقط للتسلية


شاع فى أحد القرى أن هناك زوجين سعيدين من 60 سنة ولم يسمع لهما خلافا ... فأرسلت إحدى الصحف أحد محرريها ليبحث فى هذا الأمر ... فسأل الزوج "ماسر سعادتكما المتصلة؟"

قال الزوج "يرجع سبب هذا لأول يوم زواجنا ... حيث كنت قررت أن أقضى شهر العسل فى منطقة يصعب الوصول لها بالسيارات ... فذهبنا بالسيارات ... وفى منتصف الطريق توقف حصان العروسة ... فنزلت من على حصانى ونهرته وقلت له هذه هى المرة الأولى ... فمشى قليلا ثم توقف ثانية ... ففعلت كما فعلت فى المرة الأولى وقلت له هذه هى المرة الثانية ... فمشى قليلا ثم توقف مرة ثالثة ... فنزلت العروس من عليه وأخرجت مسدسا وأطلقت عليه طلقة فأردته قتيلا وقالت له هذه هى المرة الثالثة ... فنظرت لها وقلت لم يكن عليك فعل هذا الأمر ... فنظرت إلى وقالت لى هذه هى المرة الأولى ... فسكت ومن يومها لم أعارضها J"


أخوكم ... واحد من المسلمين

الاثنين، يونيو ٣٠، ٢٠٠٨

مملكة الجنة .. استمرارا لحملة علمنة المسلمين .. الجزء الأول

السلام عليكم


شاهدت الليلة فيلم مملكة الجنة (Kingdom of Heavens) لأول مرة ... أعلم أنه فيلم قديم ولكنى لم أهتم بمشاهدته إلا منذ أيام قلائل عندما حكى لى أحد أصدقائى عنه وأعطانى إياه ... الفيلم به الكثير من المفراقات التى لا يمكن السكوت عليها والتى تظهر الصليبيين فى صورة الحمل الوديع المظلوم ... والمسلمين فى صورة الذئب المفترس الذى لا يرحم ... ولكن برغم هذا ... يمكن حمل الفيلم على وجهين:


الأول والذى أحاول فيه تحرى غاية إحسان الظن – أن القائمين على الفيلم يحاولون ارسال رسالة سلام إلى الديانات جميعا بالتآلف والتعايش معا ... وهذا برغم التحيز الواضح فى الفيلم للجانب الصليبى ... وظهر طرفا من هذا التحيز فى المظاهر الآتية:


* ظهور المسلمين دائما بالون الأسود والصليبيين باللون الأبيض أو الألوان الفاتحة الفضفاضة ... وهذا لايخفى تأثيره على المشاهد خاصة مع أحداث الفيلم.


* تصوير الصليبيين كلهم على أنهم طيبى القلب ماعدا قلة قليلة ... فملك القدس وأخته وبطل الفيلم ووالده ومساعد والده وقائد أمن القدس ... كلهم على قلب رجل واحد من الطهر والنقاء ورغبة الخير للبشر كافة ورغبتهم أن تكون القدس هى المدينة الفاضلة ... أما رجال السوء فى الصليبيين هما اثنان فقط رينالد دى شاتيون وزوج أخت ملك القدس والذى أصبح الملك فيما بعد ... إذن فأغلب الصليبيين طيبين ... أما المسلمين ... فصلاح الدين يرفض طلب الرأفة بالمقدسيين أثناء الحرب وخالد النبوى يحرضه على ألا تأخذه الرأفه فى مواجهة الصليبيين ومساعد صلاح الدين يعرّض بطل الفيلم فى بداية الفيلم للقتل على يد "عبده" كمن يلهو بهذا الأمر ... وفى الوقت نفسه يأبى بطل الفيلم "الصليبى" أن يتخذه "عبد" فى الوقت الذى كان فيه هذا الرجل مالكا "لعبد" وكأن الصليبيين لا يتخذوا العبيد فى الوقت الذى يتخذ فيه المسلمين؟؟؟!!!


* مرور حادثة قتل رينالد دى شاتيون للحجاج المسلمين بدون حتى ما تدرك أن هذا قد حدث وذلك لعدم إثارة المشاعر ... وفى الوقت الذى يعاقبه ملك القدس يأمر بحبسه فقط ؟؟؟!!! بينما فى حرب صلاح الدين مع ملك القدس تظهر لقطات لعنف المسلمين المفرط وقتل صلاح الدين لرينادل دى شاتيون على غرة ... والذى أفزعنى هو مشهد فى الفيلم ثبتت عليه الكاميرا كثيرا وتكرر أكثر من مرة ألا وهو مشهد وضع المسلمين لرؤوس الصليبيين على شكل هرم وتعليق رؤوس بعضهم على أسنة الرماح والتمثيل بهم ... ماكان المسلمين ليستنوا بالكفار فى هذا ... فنحن لنا دين موصول سنده للسماء بغير تحريف ولا تأويل ... ينهانا عن التمثيل بالجثث؟!

أى أنه ببساطة مع غاية إحسان الظن ... نرى الفيلم يقدم المسلمين على أنهم كانوا أقل صلاحا بقليل من الصليبيين؟؟؟!!!


هذا هو الجانب الأول الذى أحاول احسان الظن فيه ... ولكن لحظة ... هل من المناسب أصلا أن أحسن الظن فى هؤلاء؟


قد سمعنا من قبل على أهداف ومبادئ الحملة الفرنسية والتى كان منها الحرية ونجد فى الجزائر مليون قتيلا من جراء الإحتلال الفرنسى له ... كما نجد الإحتلال الفرنسى لمصر والعدوان الثلاثى التى كانت فرنسا جزء منه ... ومعاهدة سايكس بيكو التى قسم خلالها الفرنسيون والإنجليز بلاد الشام وجزء من العراق بينهم كأنهم يقسمون تركة من العبيد.


قد سمعنا أيضا من قبل على أحلام الديمقراطية ونشرها فى العالم أجمع من أمريكا ... سمعنا من يريد إزالة الطغاة المستبدين من على كراسى الحكم فى الدول الإسلامية كالعراق مثلا ... ثم ماذا وجدنا؟ أتعرف ماوجدنا؟ وجدنا جوانتانامو ... وجدنا سجن أبو غريب بكل ما حدث فيه ... وجدنا تعتيم أمريكا على ماحدث ويحدث فى هذه السجون ... وجدنا استخدام أمريكا لأراضى بلاد غيرها لممارسة التعذيب عليها ... وجدنا ازدياد استهداف الصحفيين ومنعهم من نقل الحقيقة ... وما معركة المطار التى أنهت المقاومة العراقية عنا ببعيد.


أخبرونى بالله عليكم ... مايجعلنى أحسن الظن ... أن أسمع لشخص يبتسم إلى ويمد لى يده بالسلام وبيده الأخرى خلف ظهره خنجر ليضربنى به؟ والأدهى أنه طالما ضربنى وبنفس الطريقة ومازال يضربنى ... وأنا بغبائى لا أرى إلا وجهه المبتسم.

ولكن ... هناك سببا أهم مما قلت من قبل لعدم احسان الظن ... يقول الله تعالى فى كتابه العزيز


{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} التوبة 8


إلاً : أى قرابة , ذمةً : أى عهدا


وهذا مانراه بأعيننا ... فلقد ظهر علينا أهل الكتاب الذين يؤمنون بربنا ومنهم من يوحده معنا ... فماكانت النتيجة؟ لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ... أنسيت مشهد محمد الدرة ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى ... لا شئ ... أنسيت مشهد إيمان حجو والشظية تهتك بطنها ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى؟ لاشئ ... أنسيت جلعاد شاليط ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى ... بالطبع حدث الكثير ... وساطات وتهديدات وضغوط ... لا يرقبون فينا إلا ولاذمة ... ولكن انتظر ... هل معنى هذا أن نسعى لنظهر عليهم ثم نرد عليهم الصاع صاعين؟ ... لا يا أخى ... لو كان هذا منهج الإسلام لقتل النبى كل أهل مكة بعد فتحها ولكان حقه ... أعلمت كم اضطهدوا المسلمين وكم عذبوا منهم وقتلوا فى مكة قبل الهجرة ... وكم سرقوا من أموال –وما قصة صهيب الرومى رضى الله عنه عنا ببعيدة- ... ولكنه تركهم ليعلم المسلمين أولا ثم البشر كافة كيف يكون العفو ... ليعلم الناس كافة مايريد الله من عباده من أخلاق ... حارب المسلمون؟ نعم ... قتلوا فى حروبهم جنودا؟ نعم ... ولكن ما كانت نتيجة هذه الحروب؟


كانت نتيجتها أن انتشر الإسلام بتعاليمه السمحة فى بقاع كثيرة ... بعضها لم يصله جيش إسلامى قط كالفلبين مثلا ... لم يرغم المسلمين أهل الكتاب قط على اعتناق الإسلام ... لم يضطهدوهم لدينهم بل على العكس ... نذكر كلنا قصة القبطى الذى جاء يشتكى ابن عمرو بن العاص رضى الله عنه لأمير المؤمنين الفاروق عمر رضى الله عنه وهو مازال على نصرانيته ... وكيف أن المسلمين ملأوا الأرض علما ونورا فى قرون كانت ترزح فيها أوروبا تحت أغلال الجهل والفقر والأشد من ذلك التعسف والظلم باسم الدين وقتل العلماء باسم الدين ... هذا تاريخ الإسلام ... ولوكان تاريخه أسودا لارتدت الممالك المفتوحة عن الإسلام بمجرد ضعف الخلافة الإسلامية وماوجدنا دولة إسلامية تسمى موريتانيا أبعد ماتكون عن شبه الجزيرة موطن الرسالة.


أطلت كثيرا ولم أدخل فى لب الموضوع ... لعلى من شدة تأثرى وانفعالى بالفيلم ... فانى رأيته توا ولم أستطع النوم قبل كتابة هذه الكلمات ... ندع الفكرة الرئيسية لتدوينتى تلك للتدوينة القادمة إن شاء الله وهى عن السيناريو الآخر ذو الظن السئ ... ماهو ولماذ وكيف نستخلص السم من عسله؟


أخوكم ... واحد من المسلمين.

السلام عليكم

الأحد، يونيو ٢٩، ٢٠٠٨

بيقولوا ختان البنت عفة! .. نعم هو كذلك وموتوا بغيظكم

السلام عليكم



منذأيام وبينما كنت اعبر من أمام الجامعة وجدت يافطة كبيرة مكتوب عليها هذه العبارة
( بيقولوا ختان البنت عفة ليها ... عفة البنت فى أخلاقها ... والأخلاق بتيجى من البيت ... لا لختان الإناث ... بدية النهاية لختان الإناث ) مزيلة بتوقيع المجلس القومى للمرأة.

لا أدرى من أين أبدأ الحديث ... أنا بالفعل أتميز غيظا وأنا أكتب هذه السطور ... ولكن دعونى أحاول ترتيب أفكارى.

أولا: بغض النظر عن موضوع الختان ... استوقفتنى كلمة أن البنت عفتها فى أخلاقها وأخلاقها بتيجى من البيت ... كان لازم نكمل الجملة ... ودعونى أتخيل تكملة مناسبة للجملة من واقع حال الأسر المصرية
( بيقولوا ختان البنت عفة ليها ... عفة البنت فى أخلاقها ... والأخلاق بتيجى من البيت ... والبيت فيه تليفزيون ملئ بالإباحية ودعوة متجددة على مدار الساعة للبنات والأولاد للصداقة التى تؤوول إلى مايسمونه حب والذى يؤول إلى زواج عرفى أو زنا فى ظل ظروف الزواج الصعبة ... ليس هذا فقط ... فالبيت أيضا به أب مشغول دائما بتحصيل دخل الأسرة الذى لا يكاد يكفيهم لمتطلبات الحياة الأساسية فى ظل السياسة الرشيدة لنظام الثورة وحكومة نظيف ... ليس هذا فحسب ... فالبيت أيضا به أم منشغله عن البيت تماما بالعمل وتحضير الطعام ومحاولة إصلاح ميزانية البيت التى طالما فسدت بسبب نفس السياسة الحكيمة السابق ذكرها ... إذن فنحن بدعوتنا لوقف الختان نؤجج الشهوات داخل الشباب ونضع أمامهم كل المغريات للوقوع فى الزنا مع صعوبة الزواج وغياب الوالدين ... وبذلك نكون حققنا مآرب أسيادنا فى الغرب ) ونزيلها أيضا بتوقيع المجلس القومى للمرأة.

أنا من طبعى أنى أحسن الظن بالناس ... ولكنى بالفعل لا أقدر على هذا مع هذا المجلس والذى لا يختلف كثيرا عن النظام الحاكم المصرى ... فالمجلس تحت رعاية سيدة مصر الأولى سوزان مبارك ... ودعونى أقدم لكم المبررات.

أولا: أيهما أكثر مضايقة وانتهاكا لآدمية المرأة فى مصر ... أهو الختان أم المعاكسات التى تقع فى الشارع للبنات؟ بالطبع المعاكسات أكثر ضررا للبنت لكثرتها ولأنها شئ يضايق أى بنت محترمة ... بالإضافة إن برغم اعتياد الأسر المصرية على ختان فتياتهم إلا أننا لم نسمع كثيرا عن مشاكل بسبب هذا الأمر والعائلات المصرية مليئة بالأولاد والحمد الله ... إذن فمن يدعى الإصلاح فعليه أن يهتم بالقضايا مرتبة حسب أهميتها وتأثيرها ...ولكن أن نهتم بالقضية الأقل أهمية على حساب القضايا الأهم فهنا يكون تكثر الشبهات ... أردت إيراد هذا المثل لأن أحد أصدقائى من عدة أشهر حكى لى أنه تضايق فى يوم من كثرة المعاكسات التى تحدث فى الشارع للفتيات فأراد ان يكون ايجابيا –مش بيقولوا برده بلدنا بتتقدم بينا؟؟!!- فذهب للمجلس القومى للمرأة للسؤال عن الخطوات التى اتخذوها للحد من هذه الظاهرة السيئة أخلاقيا حتى بغض النظر عن الدين ... وكانت النتيجة صفر ... لا خطوات ولا يحزنون ... هم مشغولون عن هذه القضايا الفرعية بالقضية الأهم ألا وهى تنفيذ أجندات غربية معدة مسبقا قد دبرت بليل لتستهدف شباب الأمة.

مثال آخر ... لو تتذكرون معى بداية قضية الختان كان فى إعلان فى التليفزيون مدعم أيضا بنفس المجلس والذى كان يقول لا لختان البنات لا لحرمان الفتيات من التعليم ولا للزواج المبكر ... أتعلمون نسبة الأمية فى نساء مصر؟ حوالى 40 % من النساء لا يستطيعون القراءة والكتابة فوق سن 15 سنة وذلك بتقديرات عام 2005 !!!!!!!! -هذه الإحصائية مأخوذة من كتاب الإحصائيات "CIA-The world fact book" التابع لـ CIA الأمريكية والذى يصدر كل عام- ... لماذا توقفت الدعوة لتعليم البنات –وهى دعوة متفق عليها من الجميع ومرغوبة من الجميع وتؤثر فى تنمية البلد- وامتد الحديث فى قضية الختان ... أيهما أهم فى تنمية البلد؟ أرأيتم معى أنه من الصعب إحسان الظن فى هذا المجلس وفى نواياه.

استكمالا لموضوع اللافتات ... أيضا بعد مؤتمر السكان الذى عقد فى مصر مؤخرا ... انتشرت فى البلد لافتات كتبت عليها:
( نحكم عقلنا نشبع كلنا ... نحكم عقلنا نتعلم كلنا ... نحكم عقلنا نرتاح كلنا ... إلخ )

فى إشارة أن السبب فى ضعف التنمية فى البلد راجع إلى زيادة السكان ... نفس الحجة الواهنة للنظام المصرى ... شماعة الأخطاء التى دائما يعلقون عليها فشلهم ... دعونى أذكر بعض الأرقام
اليابان:
عدد السكان – 127 مليون نسمة (تقديرات 2007)
معدل البطالة – 4% (تقديرات 2007)
المساحة – 377 كم مربع

مصر:
عدد السكان – 80 مليون نسمة (تقديرات 2007) (تقريبا ثلثى عدد سكان اليابان !!)
معدل البطالة – 10% (تقديرات 2007)
المساحة – 1 مليون كم مربع (تقريبا ثلاث أضعاف مساحة اليابان !!)
بالإضافة لما نعرفه عن اليابان من كوارث طبيعية متعددة وأرض مفرقة على عدة جزر.

مصدر الإحصائيات: كتاب "CIA-The world fact book"

أظن أنه ليس بعد الأرقام السابقة كلام ... العيب ليس فى عدد السكان .. وحتى لو كان كذلك ... كيف يعقل لبلد تشتكى فى أن زيادة السكان تأكل فيها الأخضر واليابس أن يكون فيها كمية السفه الحكومى فى الإنفاق الحادث فى مصر ... ويمكنكم الرجوع لتدوينة "صور من الإسراف الحكومى" لأخى الديب لمعرفة مدى السفه الذى وصلت إليه حكومتنا النظيفة ... أقول للنظام "أوقفوا الفساد .. واعملوا للبلد ينصلح حالها ... وان كنتم غير قادرين ... فإن نساء الأمة لم يعقموا أن يلدوا لنا رجلا كمهاتير محمد لإصلاح البلد فى عشر سنوات بمشيئة الله"

أخوكم اللى هاينفطر من الغيظ ... واحد من المسلمين

السبت، يونيو ٢١، ٢٠٠٨

رضا الله ... وسخط الناس

السلام عليكم


حدث لى منذ أيام موقف أحببت أن أدونه ... اتفق زملائى فى العمل على الخروج للعشاء معا بمناسبة بدء مشروع جديد ... وطبعا يحتوى الفريق على بنات بالإضافة للرجال ... أى أن هذا العشاء سيكون به اختلاط واضح ... وحيث أن الفريق صغير – حوالى عشرة أفراد – فلن يمكن تجنب الإختلاط فى موقف كهذا ... وحيث أن المناسبة غير رسمية وهى من اقتراح الفريق فهى غير ضرورية الحضور ولا مصلحة فيها تعود على العمل ... قررت ألا أخرج معهم لهذا العشاء ... طبعا كان هذا مستغرب خصوصا عندما سألنى مديرى عن السبب فأخبرته أنه لايجوز حيث أنه فى مثل هذه ظروف من صغر أعداد الفريق وعدم رسمية المناسبة فلن يكون هناك امكانية للإنحياز إلى فئة الرجال وتجنب الإختلاط –ولا أقصد بالإختلاط هنا التواجد فى نفس المكان مع البنات فقط ولكن مايتبعه من ضحك وتآلف مرفوض شرعا فبالطبع لن نخرج معا فى مناسبة كهذه للحديث عن أزمة الأمة أو عن نكبة فلسطين- ... بعض أفراد الفريق قابلوا هذا الرفض بتفهم والبعض الآخر تعجب والبعض الآخر تهكم فى سخرية.


وأنا لا أريد أن أصطنع الملائكية ... فلن أقول أنى لم أتأثر مطلقا تماما بهذا الرفض والتهكم ... بالطبع تأثرت نوعا ما فالإنفراد واعتزال الناس حتى ولو كانوا على خطأ ليس دائما يأتى بسهولة ... طبعا هذا ليس مبررا لتقليد الناس فى الخطأ وإلا كان الإنسان إمعة لا وزن له فى الحياة ... وعند هذا التأثر خطر ببالى خاطرين:


أما الخاطر الأول ... تذكرت الصحابة رضوان الله عليهم ... كيف تحولوا إلى الإسلام تاركين ماتعودوا عليه لسنوات وسنوات من عبادة الأصنام ونمط الحياة الجاهلى ... بل والأشد من ذلك أنهم عادوا أهلهم لما أرادوا أن يردوهم عن الحق بالقوة وعذبوهم ليصدوهم عن ذلك الحق ... ليس هذا وفقط ولكن الأشد من ذلك هو استعداء أقرب الأقربين بالدخول فى الإسلام ... وما قصة سيدنا مصعب بن عمير عنا ببعيدة ... هذا الصحابى الجليل الذى كان فتى قريش المدلل ... من أشد شبابها جمالا وأناقة ... مالبثت رسالة الإسلام أن لامست قلبه حتى توهج بالنور وترك مادون الحق رغبة وطلبا للحق وحده ... فثارت عليه أمه وحبسته فى بيتها وحرمته من أبهته فما رده هذا عن الحق ... فأين نحن من هؤلاء الصحابة ... وكيف لى أن يساورنى الضيق لما تعرضت من الإعتراض والتهكم وهؤلاء الصحابة الأطهار قد لاقوا ما لاقوا فما وهنوا لما صابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا!!!


أما الخاطر الثانى ... فهو حديث للنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ... شاء الله أن يرينى طرفا منه فى حياتى لأزداد يقينا ... فلله الحمد ... أما الحديث

{ من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه } إسناده جيد قوي


وأما ما تطبق منه فى حياتى فكان موقفين ... الأول حدث لى فى المدرسة الثانوية عندما قررت ألا أغش أو أساعد على الغش فى الإمتحانات تحرجا من إثم الغش ... وفى أحد الإمتحانات طلب منى أحد زملائى أن أجيب له على سؤال فى الإمتحان فرفضت ... فبعدها غضب منى جدا وأخذ يتهكم على والأشد من ذلك أنه قال لى "ألم تكن تغش من قبل؟ أم أنك ترفض أن تساعد غيرك بينما تقبل الغش إن كان فى مصلحتك؟" ... ومضت أيام وأسابيع وإذا بى أفاجأ بتغير سلوك هذا الزميل معى ... فقد وجدته يعاملنى باحترام وود غير عادى ... فكان يسلم على وفى عينيه نظرة احترام غير معهودة فى طلبة فى مثل سننا وبدون سبب واضح لى ... فلما تفكرت فى سبب تغير سلوكه ما وجدت إلا هذا الحديث تفسيرا.


أما الموقف الثانى ... فكان قرارى بإطلاق لحيتى ... حيث قوبل هذا القرار برفض شديد فى العائلة ... من كل أفراد العائلة ... والأغرب أنه قوبل بالرفض حتى من الملتحين فى العائلة!!

ولكنى أصررت على رأيى وثبتنى الله ... وكان هناك بعض الأفراد فى العائلة يبغضون الملتحين فكانت صاعقة لهم لما علموا أنى أريد أن أطلق لحيتى ... ومرت الأيام ... وهدأت ثورة العائلة على ... ثم بمرور الأيام ... بدأت نظرة العائلة تتغير تماما بالنسبة لى ... بدأت أشعر بحب غير طبيعى من أفراد العائلة ... أصبحت أرى فرحة فى عيون أفراد العائلة عندما يرونى وليس مجرد ابتسامة باهتة من أجل التحية ... وأيضا لم يعد الأمر مقتصرا على الفرحة ولكن أيضا الإحترام ... فأصبح أفراد عائلتى يحترمون رأيى ويحترموننى شخصيا على الرغم من صغر سنى نسبيا بالمقارنة بأفراد العائلة ... والأغرب أنه أصبح أكثر أفراد عائلتى حبا وتقديرا لى الذين كانوا يبغضون الملتحين وقاومونى بشدة فى أمر إطلاق لحيتى ... فسبحان الله ... طبعا كل هذا التحول ليس لى يد فيه ... إنما هو بفضل الله وبرحمته ... فلله الفضل والمنة.


فالشاهد من هاتين القصتين ... ألا نسير وراء الناس فيما يقولون أو يفعلون دون تدبر وتعقل لما نفعل ... فالمسلم أكرم على الله من أن يكون إمعة ... إنسان هوائى إن وجد الناس مصلحين أصلح ... وإن وجدهم مفسدين أفسد ... ولكن من فضل الله علينا أن جعل رسوله الكريم يربى فينا الشخصية القوية المستقلة الثابتة على الحق –التى أرجو من الله أن يرزقنى إياها- فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام وعلى إرسال نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.


السلام عليكم

أخوكم ... واحد من المسلمين

الأحد، يونيو ٠٨، ٢٠٠٨

يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء

السلام عليكم

قصيدة ألقاها على أحد أقاربى منذ عدة أسابيع وتذكرتها منذ أيام ... وأعجبتنى كثيرا لعمق فكرتها وبساطتها فى الوقت نفسه ... القصيدة تخاطب النصارى فى صلب عقيدتهم مستحثة عقولهم على التفكر فيها ... بدون استهزاء أو استفزاز ... هى دعوة جادة للتفكر فى قضية هى من أهم قضايا الإنسان أو بمعنى أصح هى أهمها على الإطلاق ألا وهى قضية الإيمان.

إذن فهذه دعوة مخلصة للنصارى للتفكر فى عقيدتهم لا أرجو منها إلا الخير للبشر كافة ... فإن الإسلام لن يزيد أوينقص بإسلام أفراد أو جماعات أو حتى دول بأكملها أو بكفرها ... إنما الخير يعود على الذين يدخلون فى الإسلام بالسعادة فى الدنيا –بالتوافق مع الكون الذى خلقه الله باتباع قواعده- والسعادة فى الآخرة –بسكنى الجنة التى هى أتم السعادات- ... وفى ذلك يقول ربنا عز وجل فى كتابه العزيز

{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الحجرات 17

فالفضل والمنة لله عز وجل فى دخول الإنسان فى الإسلام ... فالإنسان هو المستفيد الأول من دخوله فى الإسلام وفى ذلك أيضا يقول الله عز وجل

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس 99

فما جعل الله الحياة الدنيا إلا ابتلاءا للناس ... ولو شاء لجعلهم جميعا مؤمنين به ولكن يبلوهم ويمتحنهم ثم يوفيهم أجورهم غير منقوصة يوم القيامة.


السلام عليكم

الأحد، يونيو ٠١، ٢٠٠٨

يالهوى .. أنا اتخبطت .. قصدى اتخطبت .. يووه .. قصدى خطبت

سلام عليكم


أنا خطبت امبارح – آه والله - ... أخيرا بعد حضور المحاضرات وقراءة الكتب والدعبسة فى زخانق الحياة الزوجية ... أخيرا خطبت ... حفلة الخطوبة كانت إمبارح ... وكانت جميلة جدا.


دوشة وزيطة وزمبليطة ... وعيال بتجرى وعيال بتقع على الأرض ... وناس رايحة وناس جاية .. وناس بتبارك وتهنى وناس عمالة تاكل ... دى كانت ليلة.


وكله كوم والدبلة دى كوم تانى ... حاجة كده مش متعود عليها خالص ... لدرجة إنى حسيت لما كنت قايم أنام إنى عايز أقلعها علشان أنام زى ماكنت بأعمل مع الساعة أيام ما كنت بألبس ساعة ... بس بصراحة شكلها حلو فى إيدي.


وتورت مكتوب عليها إسمى وإسم خطيبتى ... وصوت أناشيد إسلامية ملعلع فى المنطقة ... كانت كل حاجة فى المكان بتعلن عن فرحتها.


بس بصراحة ... وأنا رايح الحفلة كنت حاسس إحساس غريب ... لا فرحان ولا زعلان ... لا متضايق ولا مبسوط ... حتى سألت أخويا -بما إنه مجرب قبل كده- إنت كان احساسك إيه وانت رايح حفلة الخطوبة ... قاللى كنت عامل زيك كده برده فاطمنت على نفسى ... ولكن فى أثناء الحفلة بدأ مؤشر السعادة عندى يعلى ... يعنى ... بأتعرف على ناس جديدة -اللى بقوا قرايبى من دلوقتى- وهما برده بيتعرفوا عليا ... وعلى آخر الحفلة كده حسيت إنى فعلا طاير من الفرحة ... خصوصا واحنا بقى بناخد الصور ... أغلب المعازيم روحوا وما فضلش إلا يادوب الأسرتين بس ... وقعدت أتصور مع الناس كلها ... كان هاين عليا أتصور مع الفازات وأطباق الأكل ... ده الموضوع طلع بجد ... خطوبة وعروسة وشبكة ... يانهار ابيض ... ده أنا باين عليا دخلت القفص ... بس لو أعرف مين اللى زقنى؟؟


وبعدين بأه فى الحفلة وبعد الحفلة اتهريت من كلمة عريس دي ... أنا حسيت انى اسمى اتغير من كتر ما سمعتها ... والكلمة دى تنضم للحاجات الكتيرة اللى بأحاول أتعود عليها ... مرة واحدة تحس ان انت كأنك بقيت واحد تانى ... ناس بتهنيك وتقولك ياعريس ... وطبيعى يكون فى عروسة ... وناس تتصل بيك مرة والتانية وقبل الحفلة وبعد الحفلة وفى نص الحفلة.


بس بصراحة مع كل ده –ويمكن علشان كل ده- أنا فعلا فرحان جدا ... بيقولوا إن أيام الخطوبة بتبقى أحلى فترات عمر الإنسان ... مش عارف بس حاسس ان الكلام ده مش هو اللى مفروض يحصل ... المفروض تكون فترة الزواج هى أحسن فترات العمر ... على الأقل أتمنى كده.


يلا ... "طولت عليكوا" :)


عقبال الجميع ان شاء الله.


أخوكم "العريس" ... واحد من المسلمين

الخميس، مايو ٢٩، ٢٠٠٨

أن يكن ربك الله ... أنت حقا فى نعمة كبيرة

السلام عليكم

لله نعم كثيرة علينا لا تعد ولا تحصى ... سمع، بصر، كلام، حركة، حسن خلقة، عقل مفكر، قلب محب ونعم كثيرة قد لا تكفى صفحات وصفحات لذكرها و فى ذلك يقول ربنا عز وجل


{
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } النحل 18


ولكنى اليوم أتكلم عن نعمة هى من أجل نعم الله علينا ألا وهى نعمة أن الله ربنا ... نعم هذه هى النعمة العظمى لله علينا ... أن يكون ربنا هو الله الرحمن الرحيم ... الواحد الأحد ... الصمد الذى نلجأ إليه فى الشدائد ... من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ... هو الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى ... ودعونى أسرد أكثر فى فضل هذه النعمة ... فلهذه النعمة ملامح لا يمكن أن نحصيها مهما حاولنا ولكنى هنا أريد فقط أن ألفت انتباهى وانتباهكم إلى عدة ملامح من آثار هذه النعمة ... لعلنا نشكر الله عليها ونمتن لكوننا عبيدا لرب عظيم.


أنك تأوى إلى ركن شديد

عندما تشعر أنك عبد لرب هو خالق هذا الكون ومبدعه على اتساعه وعظمة خلقه ... وعندما تعلم أن الله يراك ويسمعك ... وهو الذى يصرف أمور الكون من حولك ويصرف أمورك ... ألا يصير بداخلك ثقة فى أنه لن يصيبك مكروه إلا بأحد سببين ... إما بظلم منك لنفسك وهذا يكون خطأك ... أو بأمر من الله وطالما هو من الله هو خير لا جدال فى ذلك ... نبئنى بالله عليك أهذا خير أم من يرجع كل سكناته وحركاته وما يحدث له لمس الجن وأعمال السحر ويظن أن حياته متحكم فيها بواسطة قوى خفية هو لا يعلمها إن يظن إلا ظنا ... من من هؤلاء أقوى على مواجهة تحديات الحياة ... من يدخل فى معترك الحياة واثقا أن له رب عظيم يحميه ... أم من تتخبطه الشبهات والظنون لا يعلم للحق سبيلا؟

الحمد لله أن كنت لله عبدا.


ما نقص مال عبد من صدقة

للإنسان ميل فطرى للعطف على الفقراء ... وفى نفس الوقت عنده ميل نفسى للشح والبخل والحرص على ماله ... فترى الإنسان غير المؤمن فى صراع دائم بين رغبته فى العطف على الفقراء واشباع رغبة الخير الفطرية بداخله بالصدقة والإنفاق على الفقراء ... وبين حرصه على ماله وجشعه.


أما من يؤمن بالله ربا ويوقن فى رسالة الإسلام فهو يوقن فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم


{
ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال من صدقة , وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , ومن تواضع لله رفعه الله } حديث صحيحح


فهو يعطى ويتصدق وينفق بلا خوف على مستقبله ... فقد طمأنه ربه على لسان نبيه أن ماله لن ينقص من هذه الصدقة ... فسيرزقه الله من فضله بل ويدخر له الثواب فى الآخرة ... فترى المؤمن يعطى وينفق ويكون فى أقصى لحظات السعادة لتقديمه الخير للناس دون الخوف من عواقب هذا الخير من فقر وما إلى ذلك فيكون فى انسجام مع فطرته مستريح النفس هادئ البال.

فاللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


نعصى ونذنب ... ويتوب ويغفر ويعفو ويرزق

والله إنى لأخجل من الخوض فى هذه النقطة ... فكم عصينا من قبل وأذنبنا وفضلنا شهواتنا على حكم الله ... ويحلم الله علينا ويمهلنا ... ولا يعاجل بعقابنا فى الدنيا ويعطينا الفرصة لنتوب فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول


{
إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها } حديث صحيح


فالله يغفر ويغفر ويغفر ... ولا يغلق الله باب التوبة عل عباده حتى تطلع الشمس من مغربها ... كم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فالله لا يقنّط عباده من رحمته وباب توبته مفتوح حتى آخر نفس للإنسان ... وهذا ما يدفع الإنسان للعمل حتى نهاية أجله مؤملا فى الله خيرا ... وهذا يدفع الأمل فى قلب المؤمن دفعا فيجعله يعيش حياةلا مكان للقنوط فيها ولا يأس وأنعم بها من حياة.

فاللهم لك الحمد على أن جعلتنى لك عبدا.


أمن يجيب المضطر إذا دعاه

أترك الآن طرف الحديث ليتلقفه كل واحد منكم ... تذكر معى أخى وأختى ... كم مرة وقعنا فى ضائقة شديدة ... وضاقت بنا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا ثم تذكرنا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ... فلجأنا إلى الله وجأرنا بالدعاء ... قلنا يارب ... يارب ... يارب ... فكان فرج الله أقرب مما نتصور ... هذا على مانحن عليه من ذنوبنا ومعاصينا التى ربما لم نتب منها بعد ... ورغم ذلك يفرج همومنا وكروبنا ... فهو القائل سبحانه


{
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } النمل 62


والمضطر هنا هو أى مضطر ... فلم يقل المؤمن أو المسلم ولكن المضطر ... خبرنى بالله عليك ... ألا تشعر بالإمتنان أنك عبدا لله؟

اللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


فرحة الله بتوبة عباده

والله إنى لأعجب من هذا الحديث


{
لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة . معه راحلته . عليها طعامه وشرابه . فنام فاستيقظ وقد ذهبت . فطلبها حتى أدركه العطش . ثم قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه . فأنام حتى أموت . فوضع رأسه على ساعده ليموت . فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه . فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده } حديث صحيح


من من المفترض أن يفرح بالتوبة ... العبد أم الرب؟ من الذى يحتاج الآخر ... قطعا العبد ... فلو شاء الله لجعل الناس جميعا مؤمنين ولنا فى الملائكة عبرة ... يسبحون الله لايفترون ... ورغم ذلك يفرح الله بتوبة عبده الذليل الضعيف الفقير ... ويظهر أثر فرحة الله من توبة عبده على العبد أيما أثر ... ترى ارتياح العبد فى الصلاة ...دعونا نتذكر معا كيف كانت صلاتنا فى بداية التزامنا –نسأل الله أن يرزقنا الإلتزام- كيف كانت لذة الطاعة بعد توبة أحدنا من ذنب ما ... كيف كان طعم دموع التوبة ... أتقارن هذه اللذات بأحد اللذات العابرة المصاحبة لأحد المعاصى ... لا والله ومن جرب منكم المعصية –نسأل الله لكم العصمة- وتاب لعلم الفارق ...فكيف أنت برب تتعبد له وتجهد نفسك فى العبادة وتجد فى ذلك خير لذة.

اللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


لا خاب من استشار ... وما ندم من استخار

ترى فى سنة الشورى والاستخارة طرفا عظيما من فضل الإيمان بالله ... كم من المرات مرت علينا مواقف كان لابد لنا من اتخاذ بعض القرارات المصيرية ... فتعالى بنا نقارن بين موقف إنسان مؤمن بالله وآخر غير مؤمن:


أما الغير مؤمن فتراه يتخذ القرار سواء باستشارة أحد أم بغير استشارة وبعد دراسة أو غير دراسة ثم يتخذ القرارا على وجل ويظل منتظرا نتيجة قراره على خوف ... هل أحسن فى اتخاذ القرار أم خانه "حظه" ... ويالضيقه وهمه لو أخطأ فى اتخاذ القرار ... فيظل مهموما مكتئبا.


أما المؤمن فيعلم من رسوله الكريم أنه لاتخاذ قرار ... أى قرار تساوى فى ذلك الصغير والكبير والمصيرى فلابد له من اتباع أسلوب حكيم متوكلا على الله


- فيجب عليه دراسة الأمر متخذا كافة الوسائل المعينة على اتخاذ القرار الصحيح ... متخذا كافى الأسباب الموصله لنجاحه

- ثم عليه باستشارة أهل الثقة والعلم فى هذا الأمر

- ثم يتخذ قرارا

- ثم يستخير الله فى قراره هذا لا جئا إليه معلنا عجزه وضعفه ... نافيا الحول والقوة عنه مثبتهما لله وحده متيقنا فى أن كل مااتخذ من أسباب لا تغنى عنه شيئا انما هى لاتباع هدى النبى الكريم فى اتخاذ الأسباب وإبراء الذمة أمام الله ... أما النتيجة فعلى مسبب الأسباب وحده فالأسباب لا تملك قوة ذاتية بها ... ولكنها تتبع سننا وضعها الله فى الكون وهو الذى يملك أن تنفع أو تضر

- ثم بعد ذلك يكن على يقين من أن أيا ماكانت النتيجة فهى خير ... حتى ولو لم تظهر أنها خير ... فكم من حادث ظن الإنسان أنه خير فإذا به شر الشرور ... وكم من خير اختبأ فى باطن مصيبة ... ولنا فى سيرة أنبياء الله أسوة حسنة ... فلقد كانت سيرتهم مليئة بالإبتلاءات التى تفضى لخير عظيم خاصة أحسن القصص ... قصة سيدنا يوسف ... فمن البئر إلى القصر ... ومن السجن إلى الحكم ... ومن كيد الإخوة إلى سجودهم له ... فسبحان الله مسبب الأسباب ... وبهذا اليقين يعيش الإنسان هادئا مطمئنا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.

فاللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

ردد معى

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.


السلام عليكم

الاثنين، مايو ٢٦، ٢٠٠٨

علم الناس حسن الخلق ... ولا تتعلم منهم سوء الخلق

السلام عليكم

أكتب اليوم هذه التدوينة لنفسى فى المقام الأول والأخير ... فأنا بالفعل محتاج لهذا الكلام الآن ... فأحيانا يجد الإنسان نفسه فى حاجة لمن ينصحه نصيحة بعينها فلا يجده ... فلعل هذه الكتابة تكون بمثابة الناصح الأمين لى ... لعل من يقرأ هذا الكلام الآن يتعجب من كلامى ولكن بالفعل هذا هو الواقع ... فعندما تخرج ما بعقلك على الورق –أو الكيبورد- فكأنه بمثابة شخص آخر ينصح لك ويوجهك ... بدون فلسفة وكلام كتير جرب وانت تعرف.

من عدة أسابيع استقبلت رسالة على بريدى الإلكترونى ألخصها فيما يلى:

"أعتدت على أن أشترى الجريدة فى الصباح يوميا من كشك جرائد فى شارعنا ... وكل صباح كنت أذهب لألقى السلام على صاحب الكشك و أعطيه ثمن الجريدة ثم أنصرف ... وكان صاحب الكشك دائما لا يرد على سلامى ... وكان هناك شخصا تصادف كثيرا أن يتواجد معى عند هذا الكشك فى نفس وقت شرائى للجريدة ... ومن كثرة مارأى صاحب الكشك يتجاهل رد السلام على اعتقد أنه أبكم أصم ... وذات يوم وجده يتحدث مع زبون آخر فتعجب كثيرا ثم لحق بى ... قال لى لماذا تلقى السلام يوميا على هذا البائع مع أنه لا يرد السلام عليك ... لقد كنت اعتقد انه أصم ولكنى رأيته اليوم يتكلم ... إنه عديم الزوق ... قلت له أعلم أنه يتكلم ولكنى قلت لنفسى شيئا ... إما ان أعلمه حسن الأدب بتكرارى السلام عليه لعله فى يوم ما يرد على السلام ويتعلم إلقاء السلام عى الناس ... أو أن يعلمنى هو سوء الخلق بأن أترك إلقاء السلام على الناس طالما أنه بهذا القدر من قلة الزوق ... فأردت أن أكون أنا الأقوى بأن أعلمه الصواب ولا أستسلم لسوء خلقه"

أعجبتنى جدا هذا الفكرة ... فكثيرا ما يقع الإنسان فى مواقف توجه إليه الإساءة فيها من أناس ربما أحسن إليهم من قبل أو على الأقل لم يحمل لهم فى قلبه ضغينة ... ودعونى أضرب مثالا : شخص تعرفه يحاول تأليب الناس عليك وايقاع العداوة بينك وبين أصحابك بالرغم من أنك لم تؤذه بشئ ربما حقدا عليك أو بغضا لك ... لو حاولت أن ترد عليه بمثل ما يفعل لتدنيت أنت لمستواه ... ولأصبح هو الأقوى منك لأنه فرض عليك أسلوبه السئ فى التعامل مع الناس ... ولكن لو قابلت تصرفاته تلك بالصبر و الإحتساب عند الله لصبرك هذا والإحسان اليه إن استطعت لكان ذلك أحسن خلقا وأفضل فعلا.

ويحضرنى هنا موقف من تاريخ الصحابة الأعلام بهذا الصدد ... الموقف هو موقف الصديق أبو بكر –رضى الله عنه- مع "مسطح بن أثاثة" فى واقعة الإفك المشهورة ... وكان "مسطح" من فقراء المهاجرين وكان ممن خاضوا فى عرض أمى وأم المؤمنين السيدة عائشة –رضى الله عنها- وكان أبو بكر ينفق عليه ... فلما علم بخوضه فى عرض ابنته حلف ألا ينفق عليه ... وطبعا هذا الموقف يدل على كرم أخلاق سيدنا ابوبكر فهو لم يضربه ولم يسبه ولم يؤذيه ... كل مافعله أنه منع عنه نفقته التى يؤديها لوجه الله بدون حق لمسطح فيها ... ورغم ذلك نزل قول الله تعالى يعلمنا حسن الخلق

{ وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النور 22

بالله عليكم أسمعتم أحدا قبل ذلك يدعوا لخلق بمثل هذا الرقى؟؟؟

الله –سبحانه وتعالى- ينهى الصديق –رضى الله عنه- عن إيقاف النفقة عن من يخوض فى عرض ابنته و يحثه على استمرار النفقة ويستأنف الصديق النفقة امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى ... نرى هنا كيف أن الله أمرنا ألا نجارى الناس فى سوء خلقهم ولكن نحسن إليهم لعلهم يعودوا لحسن الخلق ولعلهم يتعلمون.

وفى هذا أيضا نجد قول الله تعالى

{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فصلت 34

فيأمرنا الله تبارك وتعالى أن نقابل السيئة بالحسنة لا أن نعامل الناس بالمثل ... وفى هذا أيضا نرى فى وصف السيدة عائشة –رصى الله عنها- للنبى –صلى الله عليه وسلم- أنه ما انتقم لنفسه قط ... فما قابل السيئة أبدا بالسيئة طالما كانت الإساءة لشخصه وليس للدين.

فاللهم حسن أخلاقنا ... وارزقنا حسن الإتباع لنبيك الكريم ... خلقا وعبادة ودعوة وعملا.

اللهم آمين

أخوكم ... واحد من المسلمين

السلام عليكم

الثلاثاء، مايو ٢٠، ٢٠٠٨

باع الفلسطينيون ارضهم ... فلنرح ضمائرنا

السلام عليكم


أتابع هذه الأيام سلسلة "فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى" للداعية الإسلامى الحبيب لعقلى وقلبى "الدكتور راغب السرجانى" وفى الدرس السادس من السلسلة تناول الدكتور تفنيد الإدعاء القائل ببيع الفلسطينيين لأرضهم بالأرقام والوقائع ... وقد رأيت أن أسرد ما قاله الدكتور للحد من إنتشار هذه الأكذوبة و إظهار الحق ... ولعل دافعى الرئيسى لذلك هو إنتشار هذه الأكذوبة وما قد يتبعها من آثار سيئة سأتناولها بعد تفنيد هذه الفرية.


ممتلكات اليهود فى فلسطين فيما قبل 1909 م

فى هذه الفترة لم يكن اليهود –والذين وصل عددهم إلى 4500 يهودى- يمتلكون أى أراضى فى فلسطين ... حيث لم يكن لهم حق تملك الأرض فى فلسطين ... وفى هذه الفترة كانت فلسطين فى ظل الخلافة الإسلامية وحكم السلطان عبد الحميد الثانى –رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فقد كان بالفعل آخر الرجال المحترمين- ... ولعل منع اليهود من التملك فى فلسطين فى ذلك الوقت كان من حكمة السلطان وحرصه على بلاد المسلمين ... فقد كانت هناك محاولات يهودية للتغلغل داخل فلسطين رويدا رويدا وكانت من أشهر هذه المحاولات ما سجلها "تيودور هرتزل" أبو الصهيونية الأول فى مذكراته من عرضه على السلطان عبد الحميد الثانى العرض التالى:

أولا: 150 مليون ليرة انجليزية هدية خاصة للسلطان –رشوة يعنى-.

ثانيا: وفاء جميع ديون الخلافة العثمانية والتى تبلغ 33 مليون ليرة انجليزية ذهبية.

ثالثا: بناء أسطول لحماية الدولة العثمانية بتكاليف مقدارها 120 مليون فرنك ذهبى.

رابعا: تقديم قرض للدولة بمقدار 35 مليون ليرة ذهبية بدون فوائد لإنعاش اقتصاد الدولة.

خامسا: بناء جامعة عثمانية إسلامية بالقدس !!!!!

سادسا: تهدئة الأوضاع فى الغرب حول قضية اضطهاد الدولة العثمانية للأرمن –لا مجال للحديث عن هذا الآن-


كل ذلك مقابل شيئين اثنين فقط

أولا: مستعمرة صغيرة خارج القدس –صغيرة وخارج القدس!! انظروا للدهاء والخبث-

ثانيا: السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين


وكان رد السلطان بالرفض التام والإمتناع عن مقابلة "تيودور هرتزل" مرة أخرى.


ممتلكات اليهود فى فلسطين فى الفترة من 1909 – 1917

وهذه الفترة هى الفترة التى تقع مابين سقوط السلطان "عبد الحميد الثانى" بمؤامرات من اليهود -الذين لم يستطيعون قتله فى عدة محاولات- بالتعاون مع جمعية ماسونية سميت بجمعية "الإتحاد والترقى" والتى تحولت لحزب سياسى بعد ذلك وقد لعبت دورا هاما فى بيع فلسطين لليهود وإسقاط الخلافة حتى أن "مصطفى كمال" الملقب بأتاتورك –لعنه الله- كان أحد أعضائها ... وبعد إسقاط السلطان عبد الحميد الثانى تولى الحكم عدة سلاطين ضعفاء وأخذت سلطة "الإتحاد والترقى" تتنامى فى تركيا حتى تولت حكومة البلاد ممهدة المجال لإسقاط الخلافة ... كل هذا بالطبع بتأييد شديد من بريطانيا لهذا الحزب.


فى هذه الفترة تملك اليهود (2%) من مساحة فلسطين والتى تبلغ 26,000 كم مربع وذلك بمساعدة حكومة "الإتحاد والترقى".


ممتلكات اليهود فى فلسطين فى الفترة من 1917 – 1948

فى هذه الفترة زاد اليهود بنسبة كبيرة فى فلسطين –بعد سقوط الخلافة- ... فقد زادوا من (8%) إلى (32%) من سكان فلسطين وفى هذه الفترة الكبيرة (30 سنة) ومع هذه الزيادة الكبيرة فى أعداد اليهود (24%) لم يمتلك اليهود مع نهاية هذه الفترة إلا (5.7%) فقط من أرض فلسطين ... أى بزيادة (3.7%) فقط عن الفترة السابقة ... وحتى هذه النسبة الضئيلة لم يبعها الفلسطينيون لليهود ... ففيما يلى تقسيم هذه النسبة:

- 1.2% إهداء من حكومة الإنتداب البريطانى لليهود بدون ثمن أو بمقابل زهيد.

- 1.5% بيع من عائلات لبنانية وسورية إقطاعية –أغلبيتها الساحقة مسيحية- أراضيهم لليهود.

- 1% المتبقى باعه الفلسطينيون أنفسهم لليهود ... وقوبل هذا التصرف من الفلسطينيين بالإستنكار الشديد واعتبروه خيانة ... حتى أن كثير من الفتاوى صدرت بتحريم بيع الفلسطينيون أرضهم لليهود أشهرها فتوى الحاج أمين الحسينى مفتى القدس عام 1922 بتحريم بيع الأرض لليهود ... ومن من الشعوب ليس من بينه خائن أو ضعيف نفس ... كانت هذه النسبة فى فلسطين 1% فقط ... ولعل كما نسمع قد يكون بعض حالات بيع الفلسطينيين للأرض كانت تحت التهديد والقمع من العصابات اليهودية التى بدأت تتكون فى ذلك الحين مثل عصابة الهجاناة.


من هنا يظهر بطلان هذه الدعوة الكاذبة ببيع الفلسطينيين أرضهم ... ولكن ما خطر هذه الدعوة؟


من أخطر ما قد تتسبب به هذه الدعوى الباطلة هو نكوص المسلمين عن معاونة إخوانهم فى مقاومة اليهود المغتصبين بدعوى أنهم طالما باعوا أرضهم أولا ... إذن فهم يستحقون ما قد يحيق بهم ... وقد ساعد على نشر هذه الدعوى الباطلة الصهاينة –وهذا مفهوم- وبعض المسلمين –هذا مايحتاج للتفسير-.

أما نشر بعض المسلمين لهذه الدعوى عن جهل أو علم فلعله لإراحة الضمير ... فإخوة الإسلام توجب علينا مساعدة الفلسطينيين فيما هم فيه وهذا يستوجب جهاد وبذل للمال والنفس والوقت فى سبيل القضية ... لذلك فلا مانع من الترويج لهذه الدعوى الباطلة لنتخلى عن إخواننا بضمير مستريح ... فهم الذين فرطوا وليس نحن!!!


وأخيرا أقول ... فرضا أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ... هل نتخلى عنهم وهم يذبحون ليل نهار.

بل قل فرضا أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ... هل نتخلى عن المسجد الأقصى وعن القدس بل عن فلسطين الإسلامية بكاملها ... مارأيك أخى/أختى إن قلت لك أن السعوديين باعوا مكة والمدينة لأمريكا ... أتراك تترك لهم المسجد الحرام والمسجد النبوى أو تترك لهم المدينتين المقدستين؟؟!!

أين العقل فى ذلك ... المشكلة أننا اصبحنا سطحيين أكثر من اللازم ... وأصبحنا كأننا مشتاقين لمن يخدعنا.


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ... وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

أخوكم واحد من المسلمين


رابط تحميل سلسلة "فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى"

رابط موقع الدكتور "راغب السرجانى"

السبت، مايو ١٠، ٢٠٠٨

أفلا يعقلون

السلام عليكم

أنقل لكم اليوم فيلم قصير بعنوان "أفلا يعقلون" يتناول طرق تلبيس إبليس على الإنسان فى دينه ... الفيلم رائع من حيث فكرته و طريقة سرده للأحداث وحتى فى إخراجه ... الفيلم شاهدته فى مدونة أخى "الـد يـب" ورأيت إعادة نشرة لتعم الفائدة ... الفيلم منقسم إلى قسمين ويقع إجمالا فى حوالى 18 دقيقة ... مشاهدة ممتعة ورجاءا قراءة تعليقى على الفيلم بعد مشاهدته.

الجزء الأول


الجزء الثانى


التعليق:

انتشرت هذه الأيام ظاهرة "يوسف" والذى لا يمت للإسم بصلة فالإسم أشرف من المسمى بكثير ... وغالب هذه الشخصيات التى تدعى المعرفة والعلم ببواطن الأمور واعتقادها فى أن المؤمنين "مضحوك عليهم" لاتجدهم يعقلون مايقولون ... وصبرا أخى ... أنا لا أدعى هذا فقط من باب الإفتراء عليهم ولكن معى مواقف حدثت لى شخصيا مع بعض من هؤلاء ... ولكن قبل أن أتطرق لهذه المواقف أريد أن أذكر بآية ألحت على أثناء مشاهدتى للفيلم ورؤيتى لحجج "يوسف" الهزيلة التى سرعان ما تتهاوى على يد "حسن" والذى يؤيد كلامه ليس بحجج عقلية شديدة التعقيد ولكن بأساليب منطقية غاية فى البساطة والوضوح ولكن ... لمن أراد الوصول للحق بصدق ... الآية هى


{ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } الحج 31


ترى يوسف فى الفيلم –ووالله فى الحقيقة أيضا- مشتت الفكر لايدرى إلى مذهب ينتمى وعلى أى مبدأ يدافع ... تارة يدعى العلمانية وتارة يدعى الإلحاد ثم يختار ديانة ما ثم يعود للإلحاد مرة أخرى فهو تائه تتخطفه الأهواء والشبهات فتهوى به فى ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها


{ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } النور 40


أسرد هنا موقفين حدثا لى مع أشخاص من نوعية "يوسف" للتدليل على ماهية هذه النفوس والعقليات


الموقف الأول: حدث لى عندما كنت أطبع ورق بجانب الجامعة وفى أثناء الطباعة دار حديث بينى وبين الشاب الذى يطبع لى وبادرنى بقوله "العلمانية على فكرة حاجة مش وحشة" ... فوجدت نفسى أدخل معه فى مناظرة وإن شئت قل محاضرة أبين له فيها كيف أن العلمانية هى وهم محض ... فإما أن تؤمن بالإسلام كله أو تتركه كله ... لاتقول أؤؤمن ببعض وأكفر بببعض ... وبدأت معه –كما أفضل دائما- من البداية ... من أصل الخلقة ... من حقيقة وجود الله وخلقه لهذا الكون العظيم وإرساله للرسل وخاتمهم محمد –صلى الله عليه وسلم- وصدق الرسالة ثم وجوب اتباعنا لتعاليمها ... كل ذلك وهو يسمع لا يرد بشئ ... إلا بأجوبة على أسئلتى بالإيجاب -حيث أنى أعتاد على استخراج الحقيقة من أفواه منكريها بالأسئلة الواضحة التى لا تقبل وجهان- وعندما وجد نفسه محاطا بالحجج على بطلان زعمه وجدته يقاطعنى بقوله "ولكن العلمانية أفضل من السلفية والصوفية وهذه المذاهب" منهيا كلامى باستدارته وابداء انشغاله بأمر ما فى يديه ... وهنا علمت أنى كنت أكلم نفسى وأن الكلام لا يدخل عقله وإنما هو يبحث عن مخرج من هذا الموقف وفقط ... فهذا الشاب لم يدعى مبادئ هو غير مقتنع بها وفقط –وإلا كان رد على حججى بحججه المقنعة بدلا من السكوت وعدم القدرة على الرد- ولكنه أيضا يعاند ولا يريد الوصول للحقيقة.


أما الموقف الثانى: فكان فى محاضرة فى الكلية –محاضرة غير نظامية كنشاط فى الكلية- عن التفكير الخلاق ... وكان يحاضر بها دكتور فى كليتنا ... وأخذ يأتى ببعض مشاهد من فيلم وثائقى لـ"
CNN" عن أينشتاين قبل وفاته قائلا بعض الكلام الذى يوحى بعدم وجود إله ... وكان الدكتور يعرض مشهدا ثم يقول لنا عن اهمية الخروج بالفكر عن كل ماهو مألوف والتحرر من كل القيود الموضوعة على الفكر فى سياق شديد الوضوح لمن يحسن ترجمة مابين الكلمات يحثنا فيه على إنكار الدين ووجود الرب العظيم ... وعندما قمت لأرد عليه بنفس طريقته من الوضوح الخفى –بمعنى الوضوح لمن يتدبر فى الكلام والخفاء على من لا يستمع بتدبر- لم يكن منه إلا أن قال لى مستهزءا "لعلك تجيد التحدث فى المايكروفون" فى إشارة إلى أنى بأضحك على عقول الحاضرين ... إن كان هذا الدكتور يدعونا للإلحاد لماذا لا يكون واضحا فى دعوته ولماذا لم يرد على ردا مقنعا من مجرد الإستهزاء الذى ينم عن خواء فكرى وراء اعتقاداته الباطلة؟؟؟!!!


إن كان هذان مثالان فقط ... فأنا متأكد من تكرار هذه الأمثلة كثيرا ... ولكن العيب ليس فى هؤلاء الناس ... فهؤلاء مغرر بهم يتبعون كل ناعق فى الغرب والذى بدأ يدخل فى الإسلام أفواجا فيما لايزال أشباه "يوسف" بين ظهرانينا يقلدون ما هو بائد مقلدين الصورة السيئة التى نهانا حديث النبى صلى الله عليه وسلم عنها


{
لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا } إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما


ولكن العيب فيمن ادعى الإلتزام وتخلف عن نصرة دينه بالعمل وليس القول فقط ... فهؤلاء الإمعات –أشباه "يوسف"- لم يهرولوا وراء الغرب إلا لافتتانهم بحضارتهم المادية ونفورهم من تخلف المسلمين والذى يبرأ منه الله ورسوله
... وقطعا هذا ليس بمبرر ولكن وجب على الملتزمين العاقلين سد هذه الذرائع حرصا على إخوانهم من الوقوع فيما وقعوا فيه.


أيضا ... وهذا أمر هام ... كم من "يوسف" فى هذا الزمان لم يجد "حسن" يأخذ بيديه من السقوط فى الهاوية ... وما كان "حسن" ليأخذ بيد "يوسف" إلا لو كان هو بادئ ذى بدء على عقيدة صحيحة ويقين قوى مبنيا على علم وعمل وفكر وتدبر وأولا وآخرا توكلا على الله ولجوءا إليه ... فيا أخوتى أذكركم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم


{
إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله عز وجل } رجاله ثقات


وهاقد قد حدث ... فوجب على كل مسلم التثبت من عقيدته ثم الأخذ بيد من حوله ... ولو لاحظتم "حسن" فى الفيلم ... هو لم يقل حديثا واحدا ولا آية واحدة لنقل أنه أخطأ أو أفتى بغير علم أو يكون هناك عذرا لمن لا علم له ... يكفيك يقينك الراسخ بالله ... انقل هذا اليقين للناس مستعينا بالله تعالى.


وفى النهاية ... أقول لمن لايزال على معاندة من أمر هذا الدين ... قال ربنا تعالى


{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } الكهف 29


فإن أردت الدين فبه ونعم ... وإن أبيت فلك مطلق الحرية ولكن ... كن على يقين من أن هناك يوم سيقوم فيه الناس لرب العالمين ... ولن تعلم الحقيقة إلا فى آخر نفس فى هذه الحياة ... ولعل ساعتها تكون لحظة الندم قد فاتت وتكون كمن صورته الآية


{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } المؤمنون 99 – 100


ويكون الرد عليك


{ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } المؤمنون 100


فإن أردت المخاطرة فلك ماشئت ولكن ... لا تلومن إلا نفسك

أخوك المشفق عليك ... واحد من المسلمين


أقول هذا الكلام وأنا لا أعلم من أحدكم ذنوبا بمثل ما أعلم من ذنوبى ... ولكنى أستغفر الله.