الأربعاء، سبتمبر ٢٣، ٢٠٠٩

ماذا حدث فى رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


كل عام أنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... أقول هذه الكلمة وأنا فى حياء من الله تعالى ... فأى عمل صالح عملته فى رمضان كى يتقبله الله منى ... هذا ليس قنوطا من رحمة الله ... معاذ الله ... ولكنه أسى على ما حدث لى فى رمضان ... وهذا موضوع هذه التدوينة بإذن الله.


مضى رمضان ... هكذا مضى ... بدأ وانتهى وما فى القلب فى القلب ... أدران المعاصى وداء الغفلة ... أقول هذا بحسرة شديدة لأنه لم يمر رمضان على من قبل وأنا فى هذه الجاهزية للعبادة من حيث توفر الوقت وعدم الإنشغال ... هذا العام استعددت لرمضان من قبله بطلب أجازة فى العشر الأواخر من العمل وبالفعل أخذتها بدون أى مشاكل وحاولت الإعتكاف فيهن ولكن لم أوفق لتمام الإعتكاف ولا لإحسان الإعتكاف ... فقد قطعت اعتكافى مرتين بدون سبب قوى وأثناء إعتكافى لم أكن فى تمام الخشوع المرجو ... هذا فضلا عن ضياع الخشوع فى باقى رمضان ... أصبحت الصلاة وخاصة صلاة التراويح مجرد حركات أقوم بها بدون خشوع ولا تفكر ... تلاوة القرآن كانت مجرد سباق محموم لإنجاز أكبر عدد من الختمات بدون النظر للتفكر والخشوع ... إيجازا ... كان رمضان كغيره من الآيام.


جلست مع نفسى قليلا مفكرا فى نهاية رمضان ... لم حدث هذا ... لما لم يعد رمضان رمضان بالنسبة لى؟ لم يعد رمضان هو شهر التزود النفسى من الإيمان والتقوى المعينة لطول العام كما كان لى من قبل؟ لما لم يعد للعبادات طعم ولا تأثير فى القلب كما كان الحال من قبل؟


هدانى الله تعالى إلى أنه هناك سببين رئيسين فى هذا:


الأول، غياب الصحبة الصالحة التى تعين على طاعة الله ... ولا أقصد هنا أنه لا أصحاب لى صالحين بل لى أصحاب كثر أحسبهم على خير ولكنى أقصد الإجتماع على الطاعة ... أن أتفق مع بعض أصحابى على صلاة التراويح مثلا معا فى مسجد واحد ... أن أجتمع مع بعض الأخوة على إفطار الهدف منه الإجتماع على الطاعة ... إلخ ... أقول هذا لأنى كنت أحب الصلاة فى مسجد بعيد جدا عن بيتى مما كان يثبطنى كثيرا عن الذهاب إليه خاصة أنى كنت أذهب إليه وحدى ... كان الأفضل أن أتفق مع أحد أصحابى على الصلاة معا فى مسجد وإن لم يكن فيه إمام رائع ولكن الأهم هو الإجتماع على الطاعة.


الثانى، تغافلى عن الدعوة إلى الله ... نعم أرى هذا سبب أساسى فى إزدياد الغفلة لدى ... فأنا مقتنع أن الإيمان لابد له من حركة تقويه داخل القلب ... هذه الحركة تتمثل فى الدعوة إلى الله ... فالإيمان إن بقى فى القلب بدون حركة يأسن كما يأسن الماء.


ختاما ... أرجو من الله أن أستفيد من هذه الأفكار وأن أمضى قدما فى تطبيقها.

الأربعاء، سبتمبر ١٦، ٢٠٠٩

بغض المعصية لا العاصى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم بينما كنت أتجول بين جنبات الـ "YouYube" شاهدت كليب للداعية معز مسعود أعجبنى كثيرا يتحدث فيه عن التدين المنفر ... ويقصد به قيام بعض المتدينين ببعض التصرفات التى تنفر الناس منهم بل ومن التدين أصلا ... وضرب معز مثلا لهذا النوع من التدين ... أسرد هنا المثل الذى ضربه كاملا ثم أتناول الشاهد من القصة ... يقول معز:

"كنت أركب تاكسى عائدا إلى بيتى وعندما اقترب التاكسى من المنزل وعند انعطاف السائق عند ناصية إذا بفتاة تلبس شبه عارية ... فما كان من السائق إلا أنه صرخ فيها قائلا انتى هاتروحى جهنم ... فقلت لنفسى ان البنت فعلت منكر فأنكر عليها السائق بمنكر ألا وهو الحكم عليها بجهنم بالإضافة للأسلوب فلو نهرت السائق لما فعل أكون قد أضفت منكرا ثالث فقرجعت لنفسى قليلا أستحضر النية ثم قلت له

معز: ممكن أسألك سؤال

السائق: اتفضل

معز: انت بصيت على البنت؟

السائق: لا الحمد لله ... البصة الأولى بس

معز: طيب سؤال تانى ... كان نفسك تبص عليها تانى؟

السائق: بصراحة آه

معز: طيب ... انت كان نفسك تبص عليها بس مابصتش علشان كده حرام ... ده سبب لك ضيق فاتغظت من البنت لأنها سبب الضيق ده عندك فنهرتها بالقوة دى علشان غيظك من الموقف مش علشان انكار المنكر ... صح؟

السائق: ده كلام كبير أوى يابيه

ويقول معز أنا السائق فى النهاية استغفر ودعا بالهداية للبنت ... ذكر معز هذه القصة للتدليل على أنه يجب علينا أن نبغض المعصية لا العاصى اقتداءا بسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ... فرسول الله كان يدعوا لأحد العمرين بالهداية بل وأن يعز الله الدين بأحدهما فى حين كانا يزيدان النكال على المسلمين" انتهى كلام معز

الشاهد من القصة هو فكرة بغض المعصية لا العاصى ... لعلها فكرة واضحة وذكرت على السن دعاة كثيرين ولكنى لم أجد لها مثال وتطبيق عملى قبل ذلك بهذا الوضوح والصدق من قبل.

أخوكم

واحد من المسلمين