السبت، نوفمبر ٢٤، ٢٠٠٧

كتاب - منطلق شباب الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ عدة أيام أعطانى أحد أقاربى هذا الكتاب –منطلق شباب الإسلام فى مطلع قرن جديد- لقراءته ثم مناقشته معه ... وقد وجدته نافعا به الكثير من الشجون المتعلقة بحال الأمة ... كما وجدته مستثيرا لحمية شباب الإسلام للعمل على نشر دعوة الإسلام سواء لغير المسلمين أو لإصلاح حال المسلمين البعيدين عن الطريق القويم.

المؤلف : محمد أحمد الراشد ... عرفه الناشر بأنه أول من صاغ فقه الدعوة صياغة أدبية رفيعة بألفاظ عميقة المعنى عظيمة الظلال.

أما عن أهم ما شدنى وأعجبنى فى الكتاب فهو التالى:

· استحباب تجمع الداعين الى الله فى مجموعات يشد بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضا ويشتد بهذا التجمع عود الدعوة ... وهذا واضح جلى فى الدعوة لأى منهج ... فلن تجد منهجا انتشر بجهد شخص واحد فقط وانما يكون الذيوع والانتشار بجهد جماعة من الناس ممن تحمسوا للفكرة ونشرها ... وهذا بالطبع لا ينفى فكرة وجود شخص ملهم لهذا التجمع ولكن يبقى دور التجمع هو الدور الاساسى لانتشار الفكرة.

· أيضا من الجميل فى هذا الكتاب هو رؤية الكاتب لدور الداعى الى الله من اهل المعاصى او الغافلين عن الدعوة ... وهو أن الدعى الى الله لا يتبع أسلوب واحد فقط للدعوة ولكن أسلوبه يختلف حسب اختلاف الموقف والشخص ... فمثلا طريقة دعوة الفاسق الظالم قد تكون بالشدة والعتاب والتقريع أحيانا ... بينما اسلوب دعوة المسلم العاصى قد تكون بالكلمة الحانية العطوفة وهكذا ... وأيضا قد يختلف أسلوب الدعوة لنفس الشخص تدريجيا حسب مدى استجابته لكل طريقة دعوة ... قد تبدو هذه النقطة بديهية لبعض الناس ولكنى أراها غائبة عن اتجاهات دعوية بأكملها ممن لهم فضل السبق والشرف بالدعوة الى الله فتجد بعض الناس يجنبون – مثلا – النهى عن المنكر والإكتفاء بالأمر بالمعروف لتأليف الناس وهذا مايضاد رأى الكاتب .. وأنا مع الكاتب فى هذه النقطة.

· النقطة الثالثة والأخيرة مما أعجبنى فى هذا الكتاب هو المشاعر الجياشة الممتلئة بها عبارات الكتاب والتى تحث الشباب حثا على العمل على نشر هذا الدين وذلك لإصلاح حال العالم الحائر البعيد عن الدين.

· أخيرا .. أنقل هنا بعض العبارات التى اعجبتنى من الكتاب سواء اقتبسها الكاتب من غيره او كانت من تأليفه:

o علموا الليث جفلة الظبى وامحوا *** قصص الأسد فى الحديث القديم

بيت شعر للشاعر الإسلامي (محمد إقبال) يوضح فيه أسلوب أعداء الامة فى استهداف شبابها من تحويل أسود الامة (وهم الشباب) الى ظباء يتمايلون تمايل اللاهى العابث ... وليضمنوا تمام ضياعهم يقطعوا عليهم خط الرجعة الى حياة الأسود بمحو تاريخ أجدادهم من الأسود من ذاكرتهم.

o وشأن الداعية أن يترصد اخيار الرجال فى المجتمع، فيحتك بهم، ويتعرف عليهم، ويزورهم، ويعلمهم طريق ضم الجهود الإسلامية وتنسيقها، فيجدد بذلك سيرة الإمام الداعية المبجل أحمد بن حنبل.

o لا يخدعنكم الفساد الظاهر والشر المستشرى، ولا يهولنكم ذكر فلان وفلان من المفسدين، ففى الامة أخيار أكثر مما تعدون من الاشرار، ولكنها راية رفعت للشر فأوى إليها أشرارها، وهرع نحوها أنصارها، ونفر منها الاخيار فلم ينحازوا إليها، ولم تسمع أصواتهم حولها، ولو رفعت للخير راية لانحاز إليها الأخيار وحفوا بها وسكنت أمة الأشرار وقل جمعهم وخفت ذكرهم.

o قال لى صاحبى: أراك غريبا *** بين هــذا الانــام دون خليــل

قلت: كلا، بل الأنــام غريـب *** أنا فى عالمى، وهذى سبيلى

بيت شعر لـ (عبد الوهاب عزام) يوضح فيه خطأ اعتقاد بعض الناس بغربة الدعاة الى الحق مبينا أن الغريب هو العالم الحيران لا المتيقن من أنه على الحق المبين، وأما الغربة المذكورة فى الحديث الشريف (طوبى للغرباء) فالمقصود بها ندرة الداعين الى الله فى زمان الغربة وليس الإحساس بالغربة المعنوية.

معلومات عن الكتاب

اسم الكــتاب: منطلق شباب الإسلام فى مطلع قرن جديد

اسم الكــاتب: محمد أحمد الراشد

النــــــاشـــر: دار الوفاء للطبع والنشر – المنصورة

تاريخ النشـر: 1404 هـ - 1984 مـ

السلام عليكم

ليست هناك تعليقات: