الثلاثاء، يوليو ١٢، ٢٠١١

خواطر حول العمرة 2



روضة من رياض الجنة ...

من قبل الذهاب إلى العمرة وأنا والحمد لله عاقد العزم على ألا أزاحم أخوتى من المسلمين فى أى من الأماكن التى يتزاحم عليها عادة وأشهرهم ... الحجر الأسود ... ومنها أيضا ... الروضة الشريفة ... ولمن لا يعلم ماهى الروضة الشريفة ... فهناك حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه سيدنا أبو هريرة يقول فيه ... } ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة ، و منبري على حوضي {صحيح الجامع - - 5587 صحيح.

كنت أرى الناس يتزاحمون على الروضة زحاما شديدا ... لدرجة أنه عندما يفتح مصلى الرجال مرة أخرى بعد أن كان مغلقا لساعتين تقريبا للنساء كى يصلوا فى الروضة ... ترى الرجال يركضون للحاق بمكان فى الروضة ... وبالنسبة لى هذه لم تكن عبادة ... أن أركض وأزاحم أخوتى مما قد يضر بهم ويحمل فى طياته معانى الأنانية والإقتناص للنفس هو مما يناقض ما جاء به رسول الهدى القائل بالحديث المذكور أعلاه ... فالأحرى الإنزواء إلى معانى الإسلام الكلية من الأخوة والإيثار من أن أسعى للحصول على مكان فى الروضة والمكث فيه طويلا وأضيع حقوق أخوتى.

المهم أنى عقدت العزم على محاولة دخول الروضة دون تدافع أو تزاحم ... فإن وفقنى الله فمن فضله وإلا فإنى أوثر ماقدمت ... وأود أن أعترف أن الروضة لم تمثل شيئا خاصا بالنسبة لى ... فلم ينموا إلى علمى أن الصلاة أو المكث بها له أجر زائد أو شئ من هذا القبيل ولكن كل ما أعرفه عن الروضه هو الحديث السابق ذكره.

حاولت دخول الروضة لأول مرة ... وفقنى الله دخول الروضة بدون تدافع ... وعندما دخلت وقفت لأرى مكانا اصلى فيه ركعتين ... فقط ركعتين قصيرتين لأترك مجالا لأخوتى ... وما أن دخلت حتى وجدت أخا بارك الله فيه يترك مكانه لى ... فشكرته ووقفت لأصلى ركتين بين يدي خالقى ... وبالرغم من الزحام الذى قد يؤدى معه أحيانا ألا تستطيع السجود حتى يمر الواقف من أمامك ... وبالرغم من ضيق المكان ... وجدت الدموع تنسال على وجنتى فى مناجاتى لربى ... لا أعرف لماذا أصبحت بهذا الخشوع فى هذا الوقت القصير وفى هذا الزحام وهو ما يناقض الخشوع ... شعرت بالفعل أن هناك شيئا خاصا فى هذا المكان ... لعله جزءا من نعيم الجنة ... أكملت ركعتى سريعا ثم أخذت طريقى للخروج من الروضة وفى طريق الخروج ... كان المرور على قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم.

المرور بقبر الحبيب صلى الله عليه وسلم وقبري سيدىّ أبو بكر وعمر رضى الله عنهما ليس بالأمر الهين ... والسبب فيه بسيط ... فعندما أمر على قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم لأول مايتبادر إلى ذهنى ... صورة الأفواج التى تدخل المسجد النبوى ... مختلف الأجناس والألسنة ... كم عانيت ياسيدى لتهدى الناس –بإذن الله- وتخرجهم من الظلمات إلى النور ... قد بلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها وقد كنت يوما محاصرا فى شعب من شعب مكة فما ردك هذا عن رسالتك ... كم عانيت فى تبليغ رسالتك ... كم صبرت على قومك بل على العالمين ... كم تحملت من الأذى لتنشر النور فى ربوع الأرض ... ثم أنظر إلى نفسى ... ماذا قدمت ... ماذا فعلت لأواجه رسول الله ... أنا الآن أسلم على رسول الله ... هل ياترى سيكن رسول الله راضيا عنى يوم القيامة ... هل سأكون ممن يشرب من يده الشريفة عند الحوض أم ممن يقال لهم سخطا سخطا بعدا بعدا ... أرأيت أنالسلام على النبى ليس بهذه السهولة ... ولكنى أرجو الله أن يعفوا عنى وعنا جميعا ... وأن يغفر لنا تقصيرنا ... وأن يعيننا فى ما بقى من أعمارنا أن نرى الله منا ما يرضيه وهو بالتبعية ما يرضى رسوله عنا ... إنه ولى ذلك ومولاه ...

يتبع ان شاء الله

ليست هناك تعليقات: