السبت، أبريل ٠٥، ٢٠٠٨

عصر العلم ... للدكتور أحمد زويل

السلام عليكم

كتاب اليوم هو كتاب "عصر العلم" للدكتور "أحمد زويل" ... ولمن لا يعرف دكتور أحمد زويل فهو عالم كيميائى مصرى حائز على جائزة نوبل فى الكيمياء لتوصله لتكنيك علمى جديد يمكنه من تصوير التفاعلات الكيميائية بسرعة تصل إلى صورة كل فمتو ثانية أو أكثر ... واعتبر العالم هذا الإكتشاف سبقا عالميا و بداية لعلم جديد سمى بعلم الفيمتو ثانية.

الكتاب ينقسم لجزئين رئيسين ... الأول سيرة ذاتية للعالم بادئا من ولادته فى بلدة دسوق ثم انتقاله إلى الإسكندرية وأخيرا سفره إلى امريكا لاستكمال دراسته وحصوله على جائزة نوبل وهو مازال هناك حتى الآن ... والجزء الثانى –ولعله هو السبب فى تسمية الكتاب بهذا الإسم- يتحدث عن مظاهر عصر العلم الذى نعيشه الآن و السبيل للدول العربية عموما ومصر خصوصا لللحاق بركب التطور العلمى السريع ... وكالعادة سأقوم بنقل تعليقى فقط على الكتاب حول أهم ما شدنى فى الكتاب وليس تلخيصه.


الجزء الأول: السيرة الذاتية لأحمد زويل

شدنى كثيرا ارتباط أحمد زويل منذ صغره بالمسجد ... فكان كثيرا ما يتردد عليه للصلاة هو وأصدقائه وكان يمكث به كثيرا للمذاكرة ... من تسلسل حديثه عن ظروف نشأته وعن اسرته يتضح أنه لم يكن من أسرة شديدة الإلتزام وبرغم ذلك كان الإرتباط بالمسجد شئ طبيعى بالنسبه له ولأسرته ... مما يوحى بمدى تأثير المسجد والثقافة الإسلامية فى الأسر المصرية فى هذه الفترة وهى فترة الأربعينات والخمسينات.


أيضا ... كان واضحا فى أحداث حياة زويل مالاقاه من صعوبات قد تواجه أى انسان مسلم فى التأقلم و التعايش فى بلد غربى لا يتعارف على القيم الإخلاقية المعتاد عليها هنا فى دولة مسلمة كمصر ... من ذلك موقف حدث له عندما كان معيدا –أعتقد عندما كان فى كالتك- حيث كان بالمعمل يشرح تجربة وبعد انتهائه واستعداد الطلاب لإجراء التجربة وجد طالب وطالبة يتبادلان قبلة حارة أمام الجميع ... لم يعرف ماذا يفعل ... طبعا موقف كهذا لو حدث بدولة مسلمة كان كفيلا بطرد الطالب والطالب فورا من المعمل وربما استدعاء وليى أمريهما ... ولكنه لم يفعل شيئا وحكى لأستاذه هناك –وهو أجنبى بالتأكيد- فرد عليه أنه لابد له من التأقلم لأن هذا موقف يحدث بصورة طبيعية فى امريكا فى أى مكان ... وتخيل نفسك(ى) أخى (أختى) فى موقف زويل ... فالحمد لله على العيش فى دولة مسلمة.


آخر ما أريد التعليق عليه فى هذا الجزء هو تعليق سلبى عن زويل وهو ليس خاصا بزويل ولكنه عاما لفئة كبيرة من أبناء الأمة الإسلامية ... زويل كان معيدا فى جامعة الأسكندرية وذهب لأمريكا كأى معيد لتحضير رسالة الدكتوراة ... ثم استمر هناك ... وبعد فترة أرسلت له جامعة الأسكندرية خطاب بالتهديد بالفصل إذا لم يعد للجامعة –وهذا تصرف طبيعى فقد خرج لمدة محددة وقد تعداها فلابد من اتخاذ موقف للجامعة- فتجاهله زويل واستمر فى أمريكا لتحقيق أهدافه فى الترقى العلمى فى امريكا ... وبعد فترة كبيرة وفى بدايات شهرته ... عرض عليه رئيس جامعة الأسكندرية الرجوع لمصر لرئاسة معهد علمى منشأ حديثا لتطويره والعمل على الترقى به فرفض بأدب مؤثرا البقاء فى أمريكا ... وأخيرا عرض زويل على الحكومة المصرية بعد حصوله على جائزة نوبل فكرة إقامة مشروع قومى علمى يهدف للرقى بالمستوى العلمى فى مصر والدخول بمصر فى ركب التطور العلمى العالمى ... وعند مواجهة بعض التعقيدات الروتينية –المتوقعة فى بلد كمصر- تراجع زويل عن المشروع وذهب لتنفيذه فى قطر ... والآن لماذا أسرد هذه الأحداث؟

أسرد هذه الأحداث لأنى وبصراحة لا أرضى عن خروج العلماء من مصر والذهاب للخارج والإرتضاء بالخارج وطنا والعمل على تقدمه مع العلم القطعى بأن كل تقدم علمى فى الخارج يصب أولا فى الإتجاه العسكرى ... فمن المعلوم جيدا أنه من أهم الجهات الداعمة للبحث العلمى فى أمريكا هو الجيش الأمريكى بفروعه المختلفة ... وأول تطبيق لهذه التكنولوجيا يكون فى المجال العسكرى ثم يتاح للتطبيقات العسكرية بعد فترة من قدم هذه التكنولوجيا وظهور تكنولوجيا أحدث ... ولعل المتابع يعلم هذا ... فتكنولوجيا تحديد المواقع العالمية "جى بى إس" أول ما تم تطبيقها كان فى الجيش الأمريكى ثم اتيحت للإستخدام المدنى مع الإحتفاظ بفارق الدقة لصالح الجيش ... وأيضا بداية الإنترنت كانت فى الجيش الأمريكى ثم انتشر وهكذا ... وهنا أنا مقتنع بقاعدة هامة "إذا لم تستطع أن تخدم أمتك ... فلا تكن خادم لعدوها".

أنا منفعل فى هذا الجانب لأن كثيرا من الناس يرون أن ما فعل زويل من تركه لبلاده -لعدم توفيرها لسبل الرقى- وذهابه لأمريكا هو تصرف صحيح –وطبعا كل إنسان حر فى رأيه كما أنا حر فى اعتراضى على أى رأى- فى الوقت الذى أرى فيه هذا الموقف نكوصا عن القيام بحق البلد على الإنسان ... وأكثر ما أعجبنى فى الدكتور فاروق الباز هو اعترافه على الملأ فى أحد برامج قناة الجزيرة بأنه يدين لبلده بالإعتذار هو وجيله لأنهم هربوا من مسؤلية القيام على نهضة البلد وبدلا من ذلك آثروا المصلحة الشخصية بالهجرة للبلاد الأوروبية وأمريكا ... وهنا أسأل سؤال ... من ينهض بالأمة إذا كان علمائها ومثقفيها يتهربون من هذه المسئوليه ... وما يميزك من الغيظ أنه بعد هذا الهرب يطمع هؤلاء فى أن يطلق عليهم ألقاب مثل ابن مصر البار وفرعون مصر ... على أى شئ استحقوا هذه الألقاب ... على ترك البلاد والبحث عن المصلحة الشخصية سواء كانت فى المال أو المركز العلمى او الحياة الكريمة ... ان نهضة الأمة تحتاج رجال يقفوا لها مساعدين للتضحية برغد العيش من أجل أمتهم ... لا أشخاص يبحثون على تحصيل منافعهم الشخصية!!


الجزء الثانى: عصر العلم

فى هذا الجزء تناول زويل مظاهر التقدم العلمى فى العالم وأساليب الدول المتقدمة فى الحفاظ على معدل التقدم ... كما تناول قصص ناجحة لبعض الدول التى نجحت فى التقدم انطلاقا من الإهتمام بالعلم ... ومن أهم هذه التجارب –على الأقل بالنسبة لى- تجربة ماليزيا.

يرجع الفضل فى نجاح التجربة الماليزية كما يعلم الجميع –بعد الله- لمهاتير محمد رئيس وزرائها والمرشح لجائزة نوبل تكريما له على هذه التجربة ... نقل زويل بعض أفكار مهاتير محمد فى كتابه حيث قابله من قبل وتناقش معه فى تجربته الماليزية ... وكان من الواضح اهتمام مهاتير محمد بالعلم كأساس للنهضة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية فى البلاد.

ملخص الجزء الثانى من الكتاب هو أن الأداة الرئيسية لتحقيق نهضة الأمة الآن هو الإهتمام بالعلم ... وطبعا لا يقول احد أنه لا يمكن الإهتمام بالعلم فى ظل جوع أبناء الأمة وتدنى مستوى معيشتها ... فبدون الإهتمام بالعلم سنبقى جوعى متأخرين وربما زاد الأمر سوءا ... لذا لابد من العمل على جميع المحاور فى نفس الوقت ... وعدم اهمال أي جانب للخروج من أزمة الأمة.

السلام عليكم

هناك ٣ تعليقات:

Mahmoud25x يقول...

راى منطقى يا عزيزى ومتفقك معاك تماما
رغم اننا لسنا فى مكانهم حتى نشعر بما شعروا به من اهمال وعدم تقدير لعقلياتهم من قبل بلدهم ، ولكنى معك تماما فى انه اذا لم تبق هذه الفئة فمن سيبقى ؟

واحد من المسلمين يقول...

Mahmoud25x

أولا: منور المدونة

ثانيا: طبعا انت عندك حق .. احنا مش فى مكانهم .. وعارف طبعا ان الحكم فى الحالات دى بيبقى سهل قوى طالما انت مش متضرر -ايدك فى المية الباردة يعنى- .. بس برده ده مش مبرر علشان احنا لو كنا فى مكانهم وعملنا زيهم يبقى احنا اللى غلط مش القاعدة هى اللى غلط.

نورا يقول...

الصراحه عندك حق جدا فى كل كلمة قلتها وتعليقك اكيد يشبه تعليقى لو انا كنت كاتبة الموضوع
شكرا على الموضوع الجميل

ويا رب كلنا نعمل على افادة بلدنا خامدمين لها ولا خادمين فى بلاد الاجانب اسياد العالم تقبل مرورى نورا