الجمعة، أبريل ١١، ٢٠٠٨

الرجال من المريخ .. النساء من الزهرة ... الجزء الأول

السلام عليكم

كتاب اليوم كتاب رائع بحق ... كتاب اليوم بعنوان "الرجال من المريخ .. والنساء من الزهرة" للكاتب "جون جراى" ... هذا الكتاب يعتبر قديم نسبيا –حيث صدرت أول طبعة منه عام 1992- ولكنى علمت به مؤخرا فى دورة بـيـتـنـا والتى ينظمها فـريـق زدنـى.

مؤلف الكتاب أمريكى الجنسية ويعمل مستشارا للعلاقات وهو نوع من العمل غير منتشر فى الوطن العربى ويُعنى فى الأساس بتنمية علاقات ناجحة بين الأزواج لإقامة حياة سعيدة ... فنحن أمام خبرة إنسان ذو باع فى العلاقات الزوجية مما يوحى بأهمية هذا الكتاب فى مجاله وهذا ما بدا واضحا من قرب أغلب ماذكر فى الكتاب من الواقع ... والآن إلى الكتاب.

يقوم الكتاب على فكرة أن الرجال مختلفين عن النساء ... أمر بديهى أليس كذلك؟ ... مهلا ... الأمر ليس بهذا الوضوح وليس مباشرا كما يبدو ... فكما سنرى أثناء تجولنا فى أهم ما ذكر فى الكتاب أن عدم فهم كلا من الرجال والنساء لهذا الإختلاف وكيفية التعامل مع إختلافهم هو السبب الرئيسى لأكثر المشاكل التى تحدث بين الأزواج بل وربما حالات الطلاق التى كثرت هذه الأيام ... فالكتاب –كما يظهر من عنوانه- يدَّعى أن الرجال كانوا يسكنون المريخ –هذا فرض جدلى فقط لتوضيح فكرة الكتاب- وأن النساء كن يسكن الزهرة ... وبعد فترة من سكنى كلا من الجنسين لكوكبه ... بدأ سكان المريخ -الرجال- من صنع تلسكوبات للنظر فى الكون فوقع بصرهم على نساء كوكب الزهرة ... فأحسوا بميل فطرى إليهن مما دفعهم إلى إعداد سفن فضاء تقلهم لهذا الكوكب الجميل ... وعند نزولهم على كوكب الزهرة ... وبعد فترة من مكوثهم عليه راق لهم التآلف مع ساكنات كوكب الزهرة ... فاتفقوا على الزواج على كوكب الأرض.

نزل ساكنى كلا الكوكبين على الأرض وأمضوا حياة سعيدة طالما بقوا متذكرين لأصلهم المختلف ... وبمرور الأيام وتقادم العمر ... نسى كلا الجنسين أصلهما المختلف وبدأت المشاكل فى الظهور ... وكما قدَّمت ... كانت هذه المشاكل لعدم قدرة كلا الطرفين على فهم اختلاف الطرف الآخر فى المقام الأول ثم عدم القدرة على التعامل مع هذا الإختلاف ثانيا ... وفيما يلى سرد لأهم أوجه الإختلافات بين الرجال والنساء.

الإحتياجات الأساسية لكل من المرأة والرجل

هذا أول وأهم اختلاف بين الرجل والمرأة ... يسرد الجدول السابق أهم الإحتياجات النفسية والعاطفية لكل من الرجل والمرأة ... أيضا من الملاحظ أن حصول كلا من الطرفين على احتياجاته الأساسية يساعده على إعطاء الطرف الآخر احتياجاته الأساسية والعكس بالعكس فمن فقد احتياجاته سيكون من الصعب عليه –وليس مستحيلا على الأقل لفترة من الوقت- تقديم احتياجات الطرف الآخر ... ومن هنا نرى انها حلقة مفرغة من العطاء والأخذ ... والأفضل فى هذه العلاقة أن يقوم كلا الطرفين بدوره فى تقديم الدعم للطرف الآخر واستقبال الدعم منه ... ولكن فى حالة امتناع أحد الطرفين عن تقديم الدعم فلابد للطرف الآخر من استكمال تقديمه للدعم لأنه فى حالة توقفه فسيكون هذا أدعى لتوقف الطرف الآخر تماما عن دعمه ... ولكن فى حالة استمرار الطرف الأول فى تقديمه لدعمه مع غياب دعم الطرف الأول فلعل هذا يكون دافعا له بعد فترة من الوقت لاستكمال دعمه ... وفى النهاية يجب على طرفى العلاقة معاملة الله فى الطرف الآخر بمعنى أن أهتم بما أقدر أن أقدمه أكثر مما أريده من شريكى مع بعض العتاب الرقيق عند تقصير الطرف الآخر وذلك لضمان التواصل البناء بين الطرفين ... المهم ... أننا سنستطيع فهم كثيرا من ردود أفعال الرجال والنساء ومواقفهم من خلال الإحتياجات السابقة.

فمثلا ... عندما تقوم المرأة بالحديث مع الرجل عن ما وقع لها من صعوبات خلال اليوم ويقوم الرجل بعدم الإصغاء جيدا ثم يقدم حلا سريعا لها تعتبر المرأه هذا نقصا فى الإهتمام لأنها تريد من الرجل الإصغاء الجيد لها حتى ولو لم يعطى لها حلا فهى ترى الإصغاء بحد ذاته نوع من الإهتمام بينما قد يكون هذا التصرف من رجل لآخر هو خير الدعم لأنه يعينه على الإنجاز بشكل أفضل.

وعندما تلوم المرأة الرجل على شئ ما نساه او غلطة ما فهذا بالنسبة له تعبيرا من المرأة عن عدم ثقتها فى قدرته على تحقيق كفايتها و عدم ثقتها في قدرته على الإنجاز بالرغم من أن هذا التصرف قد يعنى من امرأة لأخرى الإهتمام بها ومساعدتها على أن تكون أفضل ... وعلى هذه الأمثلة قِس مواقف كثيرة ... إذا علمنا دوافع الرجل والمرأة فى تصرفاتهم لربما وفر علينا هذا الكثير من المشاكل الفرعية التى توهن العلاقة كثيرا.

ليست هناك تعليقات: