الاثنين، يوليو ١١، ٢٠١١

خواطر حول العمرة 1


أكرمنى الله وزوجتى برحلة عمرة إلى بلاد الحرمين من عدة أيام ... وبالنسبة لى كانت هذه أول رحلة عمرة فى حياتى ... كانت الرحلة تبدأ من المدينة المنورة ثم الذهاب إلى مكة والرجوع إلى مصر ... أتممنا الإستعداد للرحلة وتوكلنا على الله وبدأناها.


ذهبت للمطار أنا وزوجتى وركبنا الطائرة ونزلنا فى مطار جدة حيث أمضينا ثلاث ساعات ثم رحلة طويلة لمدة حوالى الست ساعات حتى المدينة ... وهناك أكرمنا الله بفندق قريب جدا من الحرم ووصلنا تقريبا قبل أذان الظهر بدقائق ... لم أصعد للغرفة وذهبت مباشرة للمسجد النبوى ... كنت فى شوق كبير لدخول المسجد ... وبصراحة كنت متشوق جدا لقضاء الوقت فى المدينة لما سمعت كثيرا عن أهلها وعن الروحانيات التى تتميز بها المدينة ... توضأت فى أماكن الوضوء بالمسجد ودخلت المسجد والمؤذن يؤذن لصلاة الظهر ... يالله ... كم كان الآذان بديع ... ليس لحلاوة صوت المؤذن ... وليس لأنى أول مرة أسمع صوت آذان المدينة حيث أن كل المسلمين قد سمعوا آذان المدينة من قبل فى التلفاز أو وسائل أخرى ... ولكن هذا الآذان وقع من قلبى بمكان لا يستطيع تفسيره –فى رأيى- إلا من سمعه لأول مرة فى المدينة ... مشاعر مختلفة كلها لايمكن التعبير عنها.

هناك ... فى المدينة ... ترى كل الوجوه ... تسمع كل الألسنة ... العرب من مصريين و مغاربة وخليجيين ... الآسيويين من ايرانيين وماليزيين و أندونيسيين ... الأفارقة ... جنسيات لايحصيها إلا الله ...رجال ونساء ... شبابا وشيوخا وأطفالا ... كلهم جاءوا يرجون رحمة الله ... تراهم قبل الآذان وهم يتوافدون على المسجد جماعات وجماعات كأن العالم كله قدجاء للصلاة فى المسجد النبوى ... وعندما تدخل المسجد ... بل حتى فى طريقك إليه ... تشعر بسكينة وطمأنينة غريبة ... ترى الناس جميعا وقد علت وجوههم أمارات هذه الطمأنينة من راحة ترتسم على الوجوه ... إلى ابتسامات تعلو الشفاه ... تشعر وكأنك اندمجت مع كل من حولك فى هدف واحد إلا وهو إرضاء الله والتقرب إليه ... تجلس فى المسجد ... تنظر عن يمينك ترى رجلا تركيا يداعب ولده الصغير ويلاطفه قبل الصلاة ... وتنظر عن شمالك فترى شابا عربيا قد سجد سجدة طويلة لله ولربما أجهش فى البكاء تضرعا لله ... تلتفت للوراء وترى الناس كأنهم ملؤا الأرض كلها وليس المسجد فقط ... عند ذلك تجد قلبك قبل لسانك يقول ... الحمد لله على نعمة الإسلام.

يتبع إن شاء الله....

ليست هناك تعليقات: