الثلاثاء، فبراير ١٩، ٢٠٠٨

جيمى كارتر ... قبل الفجر بساعة ... مذكرات الصبا فى الريف

السلام عليكم

كتاب اليوم هو كتاب "قبل الفجر بساعة ... مذكرات الصبا فى الريف" للرئيس الأمريكى السابق "جيمى كارتر" ... يتناول الكتاب فى صفحاته -والتى تبلغ مائتين وسبعين صفحة- مذكرات الرئيس الأميريكى السابق فى فترة الطفولة والمراهقة فقط فى قريته الصغيرة التى نشأ فيها ... أهم ما فى هذا الكتاب أنه يعطى صورة عن الحياة فى بقعة من أمريكا فى هذه الحقبة الزمنية –ثلاثينيات القرن الماضى- ... وأهم ما لفت نظرى فى هذا الكتاب مايلى:

  • التمييز العنصرى -على حسب اللون- السائد فى أميريكا فى ذلك الوقت.
  • إهتمام هذه الأسرة الريفية –أسرة كارتر- بالقراءة.
  • النزعة الدينية الواضحة فى أميريكا فى هذا الوقت.


التمييز العنصرى

وهذا مافوجئت به من خلال قرائتى لهذا الكتاب ... فرغم تأخر التاريخ الذى يحكى عنه الكاتب ... إلا أنى فوجئت لمدى العنصرية التى كانت موجودة آنذاك والمتمثلة فى:

  • عدم جواز دخول بيوت البيض –بالنسبة للسود- إلا من الأبواب الخلفية!!
  • الجلوس -للسود- فى جزء منفصل فى القطارات عن أماكن جلوس البيض.
  • الجلوس فى الصفوف الخلفية فى المسارح والمحاكم.
  • غير مسموح للسود بالإنتخاب

كل هذا فى الثلاثينيات من القرن الماضى ... أى منذ حوالى سبعون عاما فقط وهذه الفترة فى قياس الزمان ليس بطويلة ... فعجبت كيف أن قوما بدأوا حياتهم بإبادة شعب –الهنود الحمر- وأنهوا سيرتهم بهذه التفرقة العنصرية الصارخة ثم يتشدقون بالقول أن الإسلام يشجع على الإستعباد؟ ... كيف والإسلام منذ أربعة عشر قرناً يرغب فى تحرير العبيد ومساواتهم بغيرهم؟ ... سبحان الله.


إهتمام أسرة كارتر بالقراءة

كان هذا فعلا من أكثر ما شدنى فى الكتاب ... فجميع أفراد عائلة كارتر كانوا يعملون بجد –عدا أخواته البنات- فأمه كانت تعمل ممرضه ... ووالده يعمل فى مزرعته وكان يشجع ابنه -جيمى- دائما على العمل فى المزرعة واحيانا فى أعمال اخرى بجانب المزرعة ... وبالرغم من هذه الحياة الجادة الكادحة ... إلا أن هذا لم يمنع هذه العائلة من الإهتمام بالقراءة ... وسأضرب مثلا واحدا على إهتمام جيمى كارتر بالقراءة وهو مازال صبى ... يقول كارتر أنه دائما كان يتمنى فى الكريسماس أن تكون الهدية كتبا ... وفى احد أعياد الكريسماس وجد الهدية بالفعل كتب ولكن فى نفس اليوم أصيب بالحصبة وأمرته أمه أن يبقى فى الغرفة المظلمة وألا يستخدم عينيه ولكنها ضبطته وهو يقرا أسفل السرير من شدة تعلقه للقراءة!

لعل هذا يرشدنا إلى أهمية القراءة وأهمية غرس أهميتها ومحبتها فى نفوس أولادنا الصغار ... فنحن أمة أفتتح دستورها بكلمة "إقرأ" فلا يستقيم أن يكون حظنا من القراءة كما نرى.


النزعة الدينية

يكاد لا يخلو فصل من الستة الفصول التى قرأتها حتى الأن بدون ذكر الكنيسة أكثر من مرة ... سواء ذكر دورها التعليمى ومشاركتها فى توفير أماكن للدراسة أو ذكر أداء الصلوات بها ... كما أنه من الواضح أن عائلة كارتر –بالإضافة للعديد من العائلات الأخرى فى نفس قريته- كانت تواظب على حضور الصلوات بانتظام فى الكنيسة ... ولا أعلم هذا الإلتزام الدينى الملحوظ راجع لظروف المعيشة القروية والتى تسمح بالإلتزام الدينى اكثر من ظروف المعيشة المدنية ... أم أن ذلك هو حال التدين فى امريكا فى الثلاثينيات؟ ... فحال التدين الأن فى أميريكا -كما نعلم- فى قمة التدنى ... فالغالب الأن على الحالة الدينية فى أميريكا هو إهمال الدين تماما وعدم التصديق بالديانات عموما ... أو على أحسن الأحوال حصره فى بعض المناسبات الخاصة فقط ... حتى أنه قد ظهر تعبيرا جديدا ألا وهو "مسيحى ممارس" إشارة إلى المسيحى الذى يقوم بتعاليم دينه من صلوات وماإلى ذلك و "مسيحى غير ممارس" إشارة إلى المسيحى بالإسم فقط!

أخيرا ... هذا الكتاب يعتبر فرصة جيدة –بالنسبة لى- لمعرفة ظروف فترة من الزمان فى تاريخ أميريكا عن قرب بمعرفة أحوال اناس وليس فقط قراءة التاريخ السياسى لنفس الفترة ... فليس الهدف معرفة السيرة الذاتية لشخص جيمى كارتر فقط –وإن كان لابأس بهذا- ولكن أيضا التعرف على فترة من تاريخ أميريكا عن قرب.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحياتى إلى واحد من المسلمين -
فضلا :
هل تتفضل بإرسال رابط
رواية قبل الفجر بساعة
والتى كتبهاالرئيس كارتر -
شكرا لك -
أخيك -
جاسرعبدالرحمن -