الثلاثاء، فبراير ٢٦، ٢٠٠٨

حتى نقيم حياة زوجية أفضل

السلام عليكم

مازلت منتظماً فى دورة تدريب بـيـتـنـا والتى ينظمها فريق زدنى لإقامة بيت وأسرة وحياة زوجية أفضل ... وأول أمس كانت المحاضرة الثانية –كانت هذه انطباعاتى عن المحاضرة الأولى- ... يمكن تلخيص هذه المحاضرة فى نقطتين أساسيتين ينبنى عليهما الكثير من العمل ... وقد لا أبالغ إذ قلت أن هاتين النقطتين إن تم تنفيذهما كما يجب من الزوجين فإن بيتهما سيكون مركزا دائما للسعادة الزوجية ... و النقطتان هما

* الحد من التوقعات الوردية لكل من الطرفين للآخر قبل الزواج

* إتخاذ العلاقة الزوجية علاقة عطاء قبل أن تكون علاقة أخذ

أولا: الحد من التوقعات لدى الطرفين

غالبا مايبالغ كلا الطرفين فى توقعاته للطرف الآخر بأن يصبح بعد الزواج أحسن مما هو عليه الأن ... وهذا وارد بشدة ولكن ... يجب توخى الحذر فى هذه التوقعات لأن بزيادة هذه التوقعات عن الحد المعقول –وهذا غالبا مايحدث- فغالبا ما تخيب هذه التوقعات بعد فترة من الزواج يكتشف فيها كل طرف أن الطرف الأخر لم ولن يتغير كثيرا عما كان عليه قبل الزواج مما يشعر كل طرف بالندم على الإختيار ويبدأ فى المقارنات بين إختياره وما كان يمكن أن يكون إذا انتظر قليلا لفرصة أفضل أو حتى امتنع عن الزواج أو أحيانا يقارن بين شريك حياته وبين أحد/إحدى زملائها/زميلاته فى فترة الكلية أو العمل ... وبالطبع ولا يخفى على عاقل فضلا عن عالم أن هذا مدخل كبير من مداخل الشيطان وقد –بل كثيرا- يفضى إلى الإنفصال والطلاق.

ولذا فيجب على الطرفين أن:

أولا: تحديد الأمور الأساسية التى لايمكن قبول الطرف الأخر بدونها وتكون محصورة فى بضعة نقاط ... فإذا وجد الشخص الذى تتوافر فيه هذه الشروط الأساسية وحدث القبول ... يتم التحرك فى الموضوع إيجابيا ولا ننتظر الفرصة الأحسن والتى دائما تكون كالسراب ... كلما اقتربنا منه كلما بات أبعد مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الشخص لن يتغير كثيرا بعد الزواج ... فإذا حدث التغيير المرجو بعد الزواج شكرنا الله وحمدناه ... وإن لم يحدث صبرنا وكنا مستعدين نفسيا لذلك الموقف.

ثانيا: ألا يدفعنا خوفنا من عدم تغير الطرف الأخر بعد الزواج إلى الإنتظار طويلا وطويلا للحصول على أحسن فرصة ... وقد ضرب مثل فى المحاضرة أعجبنى كثيرا يوضح هذه النقطة:

"فى يوم من الأيام ... سأل تلميذ معلمته عن الحب –والمقصود هنا الحب بين الرجل والمرأة- فقالت له أخرج إلى حديقة المدرسة فاقطف لى أحلى زهرة فيها ولكن امشى مستقيما من أول الحديقة لأخرها ولا تنظر للخلف ... ذهب الولد ولبث مليا ثم عاد خالى الوفاض ... قالت له المعلمة لمَ لم تأتى بأى زهرة ... قال لها كلما رأيت زهرة جميلة توقعت أن أرى أجمل منها أمامى حتى انتهت الحديقة ... قالت له هكذا هو الحب أن تنتظر الكثير لتحصل على أفضل رفيق ... ففى النهاية لن تحصل على شئ" .


ثانيا: اتخاذ العلاقة الزوجية علاقة عطاء قبل أن تكون علاقة أخذ

وسأكتفى فى شرح هذه النقطة على إيراد جملة منقولة نصا من المحاضرة

"إن الكثير منا ينظر للزواج على أنه صندوق رائع ملئ بالزهور والطيبات، وهو بالتالى كفيل بإمدادنا بكل تلك السعادة التى نريد والتى طالما رغبنا بها، ولكن الزواج فى الحقيقة هو بالفعل صندوق رائع ولكنه فارغ، وأمامنا الفرصة كاملة لنضع فيه كل أشيائنا التى طالما أردناها، ونفعل أشيائنا التى طالما حلمنا بها.

فلم يُصنع الصندوق ليمد أحد ما بأى شئ كان، ولكن الأشخاص هم الموكول إليهم هذا الأمر، فإذا لم تضع فى هذا الصندوق وأصررت على الأخذ منه، سيصبح فارغا من كل شئ، فالحب والسعادة ليسا بالصندوق، ولكنهما يسكنا بداخل الأشخاص، فالأشخاص هم من يضعوا فى هذا الصندوق: الحب،الرحمة، التقبل والصفح، ... وكل ما ارادوا أن يعيشوا به ويحيوه، فهؤلاء الأشخاص هم من يجعلون الصندوق رائعاً ومليئاً بالطيبات.

فإذا ما اردنا أن نعيش من أجل تلك الحياة التى اخترناها سوياً، فعلينا أن نعمل معاً لنخلق صندوقاً رائعاً مليئاً بكل هذا الذى طالما أردناه."

وأظن هذه الجمل كافية للتعبير عن معنى أن الحياة الزوجية علاقة عطاء قبل أن تكون علاقة أخذ.


ملحوظة:

قد تجدون كثيرا من تدويناتى القادمة متعلقة بالزواج وذلك تأثر طبيعى بظروف الدورة التدريبية التى أحضرها بالإضافة لظروف بحثى عن زوجة فى هذه الأثناء ... أدعوا لى.


أخوكم

واحد من المسلمين

هناك ٤ تعليقات:

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

جزاك الله خيرا علي تلك السلسلة الهامة جداً

أعجبنتي تلك النقطة وهي فعلاً منهجي في تناول الحياة الزوجية

(اتخاذ العلاقة الزوجية علاقة عطاء قبل أن تكون علاقة أخذ)


فالزوج المحب لزوجته والذي يتخذ من زواجه منها عشرات النوايا الطيبة لا يجد أي متعة إلا في إرضائها وبث السكينة والسعادة والألفة بينهما وزرعها في بيتهما

جزيت الجنة وفي انتظار البقية (:

واحد من المسلمين يقول...

المهـ إلي الله ـاجر

وعليكم السلام
جزانى الله وإياك

أرجو منك الدعوة لى ... فانا الأن -كما قلت فى التدوينة- فى رحلة البحث عن زوجة -على وش جواز يعنى-.

ضــى القمــر يقول...

يهاب الكل من الحياة الزوجيه .. ربما لأنها فى اعتقاد البعض حياة ممتدة ليس بها تراجع أحيانا .. ولهذا فأنهم يدرسون بها كل شىء .. يقدمون احيانا بعض التنازلات بمسمى حتى تمر الحياه .. وكانها حياة وجب علينا قبولها بكل ما بها عيوب أو محاسن .. ونسينا أن الحب وحده هو القادر على مرور هذه الحياة بأفضل حال .. فمن رأيى .. أن كل انسان به عيوب .. ولكن قوة المشاعر بين الطرفين هو ما يجعنا نرى هذه العيوب عاديه أم عيوب هدامه .
أخى الكريم .. الدروة التى تدرسها واضح انها رائعه بكل معنى الكلمه . فالعلاقة الزوجية علاقة الحب الحلال . فلنعشق نصفنا الآخر بكل ما اوتينا من قوة .. وسنجد وقتها أن الحياة ليس بها اخذ ولا عطاء .. بل كل ما بها كيف أسعد نصفى الأخر فقط ..
أعتذر لأنى اطلت بالكلام .. فموضوعك اكثر من رائع .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .

واحد من المسلمين يقول...

ضى القمر

جزاكى الله خيرا
أوافقك تماما الرأى ... وسعدت بإطالتك.