الثلاثاء، مارس ٠٤، ٢٠٠٨

ردا على تجاوزات الدانمارك ... لنكن أحسن الناس أخلاقا

السلام عليكم


بداية ... أوجه هذا الكلام لنفسى أولا ... ثم تذكرة لإخوانى وأخواتى ... فكم من سامع أوعى من مُبَلِّغ.


قد رأينا جميعا ما حدث فى الدانمارك من إساءة "متعمدة" لرسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) وبالتبعية للإسلام ككل ... فبعد حدوث التجاوزات من صحيفة واحدة وتلتها ردود الفعل العنيفة من المجتمع الإسلامى ... يعاد تكرار الإساءة من سبعة عشر صحيفة فى استفزاز متعمد.


ثم أما بعد ... لماذا هذا التعمد فى الإساءة من دولة ليست بذى عهد بالدين ... أى دين ... فليست الدانمارك بالدولة المتدينة ... ليست كأميريكا مثلا ... فليست هناك شبهة تعصب دينى ... فلماذا إذن الإساءة وتعمدها؟


الجواب عندى فى سببين:

الأول: أن الكفر واحد أمام الإسلام يستوى الجميع فى محاربته ... فلابد للحق من محاربة ومقاومة آخذين فى الإعتبار العدو الأول للإسلام ... ألا وهو الشيطان ... فكما حارب الرسل جميعا يحارب الآن أتباعهم -مستخدما ضعيفى النفوس والتائهين من الغرب- ويبغى الفساد فى الأرض.

الثانى: لأسباب سياسية خبيثة ... وفى هذا الصدد قرأت بالأمس مقال للدكتور/ الحبيب بن على الجفرى فى المصرى اليوم مناقشا فيه سبب الهجمة الشرسة على الإسلام فى أوروبا واميريكا.


يرى الشيخ أن من الأسباب الرئيسية لعداوة الأوروبيين والأمريكان للإسلام هو انتشاره السريع فى أوروبا وأميريكا ... حيث أنه هناك مقولة أن فرنسا ستصبح إسلامية بعد 25 عاما لتكاثر المسلمين وانتشار الإسلام بينما –نتيجة انتشار الشذوذ- تتضائل نسب تكاثر الفرنسيين ... فيقوم العالمين بهذا الأمر المهتمين به –وهم ماسماهم الشيخ علماء الإستشراف- بقيادة هذه الحملات العدائية ضدالإسلام مستفيدين منها أمرين:

الأول: تبرير الحروب المتتالية على بلاد المسلمين فى ظل معارضات شعبية كبيرة فى البلاد الأوروبية والأمريكية للحروب عامة.

الثانى: مستغلين الردود العنيفة للمسلمين –من حرق سفارات وعنف- للتأكيد على وجهة نظرهم أمام شعوبهم فتنفر الشعوب من الإسلام.


ولكن ... {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}

فالمتابع للأحداث يرى أنه بعد كل إساءة من الغرب للإسلام أو حتى بعد العمليات الإرهابية فى الغرب –بريطانيا، أميريكا حتى أسبانيا- تلاحقها عملية دخول جماعى فى الإسلام.


ولكن أين دورنا من هذا كله ؟؟

إلى متى نظل المفعول به ... أما آن لنا أن نقدم شيئا لهذا العالم الحيران التائه المتشوق للإسلام لينتشله من ماديته الجامحة التى أودت بمعالم الإنسان الروحية فلم يبقى إلا مسخ جسد بلا روح.


من هنا جاء عنوان التدوينة التى أعتقد أن البعض قد يرى أنها لاتتناسب مع غليان الموقف ... ولكن مضمون هذا العنوان أن الرد الأمثل على الإساءات والتجاوزات فى الدانمارك، فرنسا وصولا لغزة –فك الله حصارها- هو العودة للدين والإستقاء من منابعه الأصلية ... من كتاب الله وسنة نبيه الكريم والإستنان بالنبى الكريم (صلى الله عليه وسلم).


وأنا هنا أركز على الأخلاق لأنها صارت أقل واجبات الدين تواجدا عند الناس ... ساءت أخلاقنا مع بعضنا البعض وتخاذلنا عن الوقوف يد واحدة أمام تحديات أمتنا ... فصرنا "رحماء على الكفار أشداء بيننا" ... فهلا من عودة لأخلاق النبى ليعرف العالم من هو محمد (صلى الله عليه وسلم) ... فإنك إذا مارأيت أحد الناس يخالف قوله عمله ففى الغالب سترى أن الصدق هو عمله وأن قوله ماهو إلا كذب وافتراء.


فلو ملأت الدنيا صياحا بأن الإسلام هو دين الرحمة ثم تهتم بالكأس الأفريقية فى الوقت الذى يحاصر فيه إخوانك فى غزة وتضرب غزة بيد من حديد وتبقى متفرجا غير آبه ... فأنت كاذب.


ولو أنشأت مئات المواقع –على الإنترنت- التى ترى العالم كيف أن الإسلام اهتم واعتنى بالعلم ورغب فيه ثم تتقاعس عن طلبه والجد فيه وتكتفى بأكلة هنيئة وشربة مريئة ونومة تقر بها عينك ... فأنت كاذب.


يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):


{
إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا } الجامع الصحيح – صحيح


{
إن من خياركم أحسنكم أخلاقا } الجامع الصحيح – صحيح


{
إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي ، وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون . قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون } الترغيب والترهيب - إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما


عذرا إن كنت قد اشتديت فى الكلام ... ولكن يؤثر فى ماأعلم أنه يؤثر فيكم جميعا من أحداث غزة ... ولعل الله ينفعنى بهذا الكلام ويجعله حجة لى لا على وينفع به إخوانى.


استوحيت فكرة هذه التدوينة من نشيد جديد رائع للشيخ مشارى راشد فى ألبومه الجديد ذكريات بعنوان"أضفيت على الحسن العبق"


السلام عليكم

ليست هناك تعليقات: