الاثنين، مارس ٣١، ٢٠٠٨

هل النساء ناقصات عقل؟

السلام عليكم

سؤال ملت الألسنة من طرحه ... وملت النساء -وأحيانا بعض الرجال الذين يريدون الظهور بمظهر الرجل المتحضر- من الإجابة عليه بالنفى الشديد والتبرء من هذه التهمة ألا وهى نقصان العقل.

مهلا أخى وأختى ... من الملاحظ للجميع أن المرأة أقل حكمة وتعقلا من الرجل فى كثير من المواقف ... فكثيرا ما تحكم المرأة على المواقف بعاطفية زائدة فى مواقع تحكيم العقل ... وكما قلت هذا مُشاهد من الجميع ولا أحتاج إلى التدليل عليه ... وربما قال قائل "يا أخى ... هناك نساءا أكثر تعقلا من الرجال" ... هنا أقول أن هذه الحالات هى الشواذ من القاعدة وليست القاعدة.

ولكن ... هل نقص التعقل عند النساء سبة وعيب؟ ... دعونا نناقش الأمر بالعقل.

مارأيك إن قلت لك أن نبات الصبار أفضل من الورد؟ ... لعلك ترانى مجنونا ... ولعلك تكون أكثر ترويا وتسألنى لماذا؟

عندها سأجيبك بأن الصبار أقوى وأكثر تحملا على تحمل ظروف الصحراء الصحراوية من الورد فهو أنفع للكائنات الصحراوية من الورد ... مارأيك؟

طبعا هذا كلام لا يستقيم ... فالورد من الأشياء التى تدخل البهجة على الجميع بعكس الصبار ... ولكن ... ما رأيك إن قلت لك أن الورد أفضل من الصبار؟ ... لعلك توافقنى بعد المناقشة السابقة ... ولعلك تكون أكثر ترويا وتسألنى لماذا؟

عندها سأجيبك أن الورد أرق وأجمل من الصبار فهو باعث على البهجة على عكس الصبار الباعث على الإكتئاب ... مارأيك؟

بالطبع أيضا هذا الكلام لا يستقيم ... فما تستفيد الحيوانات الصحراوية من رقة الورد إن لم تتحمل ظروف الصحراء وماتت ولم تنبت هناك أصلا.

إذن أخى وأختى ... ما أردت مناقشته هنا أنه لا تستقيم المقارنة بين الصبار والورد فى وجه مقارنة واحد وفقط وإلا ظلمنا أحدهما ... ولكن باستيفاء جميع أوجه المقارنة وجدنا تكافؤ كلا الطرفين فى نفعه الذى يقدمه للكون ومنطلقنا فى ذلك قول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- " .... كل ميسر لما خلق له".

حسنا ... دعونا من الصبار والورد ونعود للرجال والنساء ... مبدئيا أسأل سؤال ... ما هى الصفة الواضحة التى يتصفن بها النساء ويتميزن بها عن الرجال؟ ... صحيح هى رقة القلب والحنو والعطف والسؤال التالى هو ... هل يستقيم ان تتواجد رقة القلب والحنو والعطف مع التعقل؟ ... وهنا أقول أنا أنه لا يستقيم ذلك ... فكيف تحكم المرأة فى نفس الوقت بعاطفتها وعقلها على نفس القضية ... وحتى لو قلنا أنهن سيحكمن فى ما يتطلب العقل بالعقل وفيما يتطلب العاطفة بالعاطفة ... أقول أيضا أن هذا لا يستقيم فالإنسان فى حياته –ذكرا كان أو أنثى- تتحكم فيه بعض المبادئ والطباع فتظهر جلية فى جميع مواقفه وحكمه على الأشياء.

ولكن هل معنى هذا أن جميع النساء غير قادرات على الحكم العقلى والحنو العاطفى فى آن؟ بالطبع لا فهناك نساء نجحن فى ذلك وما موقف السيدة خديجة –رضى الله عنها- من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعد نزول الوحى عليه منا ببعيد ... ففي هذا الموقف تجلى بوضوح فى بضع كلمات الحكمة البالغة والحنو البالغ للسيدة خديجة –رضى الله عنها- فى بضع كلمات فى نفس الموقف ... ولكن كما قلت سابقا هذا من شواذ القاعدة ليست القاعدة فنحن نتكلم عن واحدة من أربع نساء وصلن للكمال البشرى من أصل ملايين من النساء.

على النقيض نرى الرجل القوى ذو التعقل فى أغلب المواقف قليل العاطفة ضعيف الحنو وهذا أيضا ملاحظ مشاهد من الجميع ولا يحتاج لكثير من التبيان.

فملخص ما سبق أن كلا من الرجل والمرأة ميسر لما خلق له ... فالمرأة خلقت لتنشر الحنو والسكن والعاطفة فى الكون وتكون كالملطف لقسوة طبيعة الرجال فى الكون ففعلا لا أتخيل الكون من دون امرأة حانية عطوفة ليس فقط على ابنائها ولكن أيضا على زوجها وأباها وأخاها وجميع من يحيط بها ... وكذلك الرجل خلق للعمل والجهاد وتحمل قسوة الحياة وقيادة سفينة البيت بتعقل لا يخلو من الإستعانة بعاطفة المرأة فى الكثير من المواقف ... فكلا الجنسين يحتاج للآخر ... وليس الإحتياج احتياج جنسى فقط ولكن هو بالأساس احتياج السكن للآخر ... فالرجل يحتاج السكن لجانب المرأة الضعيف نعم ولكن الغنى بالرحمة والعاطفة ... أيضا المرأة فى حاجة للسكن إلى جانب الرجل الخشن الطابع نعم ولكن الموفر للأمان والطمأنينة.

وأتذكر هنا محاضرة عن العمل الجماعى ذكر فيها المحاضر قصة لطيفة ... جاء ولدان للمحاضر –وهو دكتور بالجامعة- مقدمين له مشروع عملا عليه معا فقال لهم المحاضر ... ماذا تفعلان عندما تختلفان فى وجهات النظر أثناء العمل فى المشروع؟ ... ردا عليه أنهما لا يختلفان أبدا ... قال لهم أنه إن كان الأمر كما يقولان فإن أحدهما لا حاجة إليه فهو زائد على حاجة الكون ... فاختلافنا هو ما يثرى حياتنا شريطة أن نفهم اختلافنا ونفهم كيف نتعامل معه ونستفيد منه.

من قرأ منكم كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" لكاتبه "جون جراى" سيرى بوضوح هذه الحقيقة.

أرجو ألا أكون قد أغضبت النساء (:

ولكنى أرى أن النساء العاقلات يعلمن اختلافهن عن الرجال ويفخرن بطبيعتهن ولا يجدن غضاضة فى هذا الإختلاف طالما استخدمن ما فضلهن الله به فى تقديم الخير ونشر الرحمة فى الكون.

أستودعكم الله

أخوكم ... واحد من المسلمين

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم

أشكر الله الكريم أنني رأيت مدونتك .
أخي لا أخالفك على العموم فيما ذكرت "فكل ميسر لما خلق له" .

و لكن كثيرًا ما يخطىء الكثيرون و حتى النساء في فهم أنفسهن و حتى عقولهن .

غلبة الجانب العاطفي في المرأة لا تعني
خلوها من العقل و غلبة العقل في الرجل لا يعني خلوه من العاطفة .

ما معنى العقل ؟!
سؤال يتوجب أن نطرحه على أنفسنا بشدة كي لا تتهم النساء أنفسهن و تخطىء حتى في إدارة حياتها باعتبارها ناقصة .

لك خالص التحايا و الدعوات
إحدى النساء و اطمئن لست غاضبة من كلامك و علام الغضب ؟!

أختك فاطمة من البحرين .

واحد من المسلمين يقول...

أختى الكريمة فاطمة...

مرحبا بمرورك الكريم على مدونتى المتواضعة.

جزاك الله خيرا على التحيات والدعوات ولكى بمثل.

فقط أريد ان أسألك سؤلا حيرنى ... ماذا قصدتى بجملة "عجل فرجهم" فى الصلاة على رسول الله وآله الكرام؟ أفيدينى جزيتى بالخير.

أخوكى .. واحد من المسلمين