السبت، مايو ١٠، ٢٠٠٨

أفلا يعقلون

السلام عليكم

أنقل لكم اليوم فيلم قصير بعنوان "أفلا يعقلون" يتناول طرق تلبيس إبليس على الإنسان فى دينه ... الفيلم رائع من حيث فكرته و طريقة سرده للأحداث وحتى فى إخراجه ... الفيلم شاهدته فى مدونة أخى "الـد يـب" ورأيت إعادة نشرة لتعم الفائدة ... الفيلم منقسم إلى قسمين ويقع إجمالا فى حوالى 18 دقيقة ... مشاهدة ممتعة ورجاءا قراءة تعليقى على الفيلم بعد مشاهدته.

الجزء الأول


الجزء الثانى


التعليق:

انتشرت هذه الأيام ظاهرة "يوسف" والذى لا يمت للإسم بصلة فالإسم أشرف من المسمى بكثير ... وغالب هذه الشخصيات التى تدعى المعرفة والعلم ببواطن الأمور واعتقادها فى أن المؤمنين "مضحوك عليهم" لاتجدهم يعقلون مايقولون ... وصبرا أخى ... أنا لا أدعى هذا فقط من باب الإفتراء عليهم ولكن معى مواقف حدثت لى شخصيا مع بعض من هؤلاء ... ولكن قبل أن أتطرق لهذه المواقف أريد أن أذكر بآية ألحت على أثناء مشاهدتى للفيلم ورؤيتى لحجج "يوسف" الهزيلة التى سرعان ما تتهاوى على يد "حسن" والذى يؤيد كلامه ليس بحجج عقلية شديدة التعقيد ولكن بأساليب منطقية غاية فى البساطة والوضوح ولكن ... لمن أراد الوصول للحق بصدق ... الآية هى


{ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } الحج 31


ترى يوسف فى الفيلم –ووالله فى الحقيقة أيضا- مشتت الفكر لايدرى إلى مذهب ينتمى وعلى أى مبدأ يدافع ... تارة يدعى العلمانية وتارة يدعى الإلحاد ثم يختار ديانة ما ثم يعود للإلحاد مرة أخرى فهو تائه تتخطفه الأهواء والشبهات فتهوى به فى ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها


{ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } النور 40


أسرد هنا موقفين حدثا لى مع أشخاص من نوعية "يوسف" للتدليل على ماهية هذه النفوس والعقليات


الموقف الأول: حدث لى عندما كنت أطبع ورق بجانب الجامعة وفى أثناء الطباعة دار حديث بينى وبين الشاب الذى يطبع لى وبادرنى بقوله "العلمانية على فكرة حاجة مش وحشة" ... فوجدت نفسى أدخل معه فى مناظرة وإن شئت قل محاضرة أبين له فيها كيف أن العلمانية هى وهم محض ... فإما أن تؤمن بالإسلام كله أو تتركه كله ... لاتقول أؤؤمن ببعض وأكفر بببعض ... وبدأت معه –كما أفضل دائما- من البداية ... من أصل الخلقة ... من حقيقة وجود الله وخلقه لهذا الكون العظيم وإرساله للرسل وخاتمهم محمد –صلى الله عليه وسلم- وصدق الرسالة ثم وجوب اتباعنا لتعاليمها ... كل ذلك وهو يسمع لا يرد بشئ ... إلا بأجوبة على أسئلتى بالإيجاب -حيث أنى أعتاد على استخراج الحقيقة من أفواه منكريها بالأسئلة الواضحة التى لا تقبل وجهان- وعندما وجد نفسه محاطا بالحجج على بطلان زعمه وجدته يقاطعنى بقوله "ولكن العلمانية أفضل من السلفية والصوفية وهذه المذاهب" منهيا كلامى باستدارته وابداء انشغاله بأمر ما فى يديه ... وهنا علمت أنى كنت أكلم نفسى وأن الكلام لا يدخل عقله وإنما هو يبحث عن مخرج من هذا الموقف وفقط ... فهذا الشاب لم يدعى مبادئ هو غير مقتنع بها وفقط –وإلا كان رد على حججى بحججه المقنعة بدلا من السكوت وعدم القدرة على الرد- ولكنه أيضا يعاند ولا يريد الوصول للحقيقة.


أما الموقف الثانى: فكان فى محاضرة فى الكلية –محاضرة غير نظامية كنشاط فى الكلية- عن التفكير الخلاق ... وكان يحاضر بها دكتور فى كليتنا ... وأخذ يأتى ببعض مشاهد من فيلم وثائقى لـ"
CNN" عن أينشتاين قبل وفاته قائلا بعض الكلام الذى يوحى بعدم وجود إله ... وكان الدكتور يعرض مشهدا ثم يقول لنا عن اهمية الخروج بالفكر عن كل ماهو مألوف والتحرر من كل القيود الموضوعة على الفكر فى سياق شديد الوضوح لمن يحسن ترجمة مابين الكلمات يحثنا فيه على إنكار الدين ووجود الرب العظيم ... وعندما قمت لأرد عليه بنفس طريقته من الوضوح الخفى –بمعنى الوضوح لمن يتدبر فى الكلام والخفاء على من لا يستمع بتدبر- لم يكن منه إلا أن قال لى مستهزءا "لعلك تجيد التحدث فى المايكروفون" فى إشارة إلى أنى بأضحك على عقول الحاضرين ... إن كان هذا الدكتور يدعونا للإلحاد لماذا لا يكون واضحا فى دعوته ولماذا لم يرد على ردا مقنعا من مجرد الإستهزاء الذى ينم عن خواء فكرى وراء اعتقاداته الباطلة؟؟؟!!!


إن كان هذان مثالان فقط ... فأنا متأكد من تكرار هذه الأمثلة كثيرا ... ولكن العيب ليس فى هؤلاء الناس ... فهؤلاء مغرر بهم يتبعون كل ناعق فى الغرب والذى بدأ يدخل فى الإسلام أفواجا فيما لايزال أشباه "يوسف" بين ظهرانينا يقلدون ما هو بائد مقلدين الصورة السيئة التى نهانا حديث النبى صلى الله عليه وسلم عنها


{
لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا } إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما


ولكن العيب فيمن ادعى الإلتزام وتخلف عن نصرة دينه بالعمل وليس القول فقط ... فهؤلاء الإمعات –أشباه "يوسف"- لم يهرولوا وراء الغرب إلا لافتتانهم بحضارتهم المادية ونفورهم من تخلف المسلمين والذى يبرأ منه الله ورسوله
... وقطعا هذا ليس بمبرر ولكن وجب على الملتزمين العاقلين سد هذه الذرائع حرصا على إخوانهم من الوقوع فيما وقعوا فيه.


أيضا ... وهذا أمر هام ... كم من "يوسف" فى هذا الزمان لم يجد "حسن" يأخذ بيديه من السقوط فى الهاوية ... وما كان "حسن" ليأخذ بيد "يوسف" إلا لو كان هو بادئ ذى بدء على عقيدة صحيحة ويقين قوى مبنيا على علم وعمل وفكر وتدبر وأولا وآخرا توكلا على الله ولجوءا إليه ... فيا أخوتى أذكركم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم


{
إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله عز وجل } رجاله ثقات


وهاقد قد حدث ... فوجب على كل مسلم التثبت من عقيدته ثم الأخذ بيد من حوله ... ولو لاحظتم "حسن" فى الفيلم ... هو لم يقل حديثا واحدا ولا آية واحدة لنقل أنه أخطأ أو أفتى بغير علم أو يكون هناك عذرا لمن لا علم له ... يكفيك يقينك الراسخ بالله ... انقل هذا اليقين للناس مستعينا بالله تعالى.


وفى النهاية ... أقول لمن لايزال على معاندة من أمر هذا الدين ... قال ربنا تعالى


{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } الكهف 29


فإن أردت الدين فبه ونعم ... وإن أبيت فلك مطلق الحرية ولكن ... كن على يقين من أن هناك يوم سيقوم فيه الناس لرب العالمين ... ولن تعلم الحقيقة إلا فى آخر نفس فى هذه الحياة ... ولعل ساعتها تكون لحظة الندم قد فاتت وتكون كمن صورته الآية


{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } المؤمنون 99 – 100


ويكون الرد عليك


{ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } المؤمنون 100


فإن أردت المخاطرة فلك ماشئت ولكن ... لا تلومن إلا نفسك

أخوك المشفق عليك ... واحد من المسلمين


أقول هذا الكلام وأنا لا أعلم من أحدكم ذنوبا بمثل ما أعلم من ذنوبى ... ولكنى أستغفر الله.

هناك تعليقان (٢):

محمد بدر يقول...

مدونة جميلة جدا واكثر من رائعة وربنا يوفقك وبدعوك الي مدونتي وبطلب منك طلب عاوز بجد اعمل ال mp3زي اللي عندك ده في مدونتي ياريت تشرفني وتقولي ع الطريقة فغي سجل الزواروده رابط مدونتي
http://seniorbadr.blogspot.com/

واحد من المسلمين يقول...

سنيور بدر

شكرا ياباشا ونورت المدونة.

بالنسبة لطريقة
MP3 player
بسرعة كده
أولا: تعمل لينك للمشغل نفسه من الموقع ... وواضح ان انت عملت كده لأنى شوفته عندك فى المدونة

ثانيا: تطلع ملفاتك اللى عايز تشغلها على أى موقع تحميل ملفات وتحط لينكاته فى المشغل
وده برده انت عملته

الحاجة اللى انا شاكك فيها ان ممكن تكون الملفات انت عاملها
private (not) public

نورت المدونة .. وعلى فكرة مدونتك حلوة اوى