الخميس، مايو ٢٩، ٢٠٠٨

أن يكن ربك الله ... أنت حقا فى نعمة كبيرة

السلام عليكم

لله نعم كثيرة علينا لا تعد ولا تحصى ... سمع، بصر، كلام، حركة، حسن خلقة، عقل مفكر، قلب محب ونعم كثيرة قد لا تكفى صفحات وصفحات لذكرها و فى ذلك يقول ربنا عز وجل


{
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } النحل 18


ولكنى اليوم أتكلم عن نعمة هى من أجل نعم الله علينا ألا وهى نعمة أن الله ربنا ... نعم هذه هى النعمة العظمى لله علينا ... أن يكون ربنا هو الله الرحمن الرحيم ... الواحد الأحد ... الصمد الذى نلجأ إليه فى الشدائد ... من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ... هو الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى ... ودعونى أسرد أكثر فى فضل هذه النعمة ... فلهذه النعمة ملامح لا يمكن أن نحصيها مهما حاولنا ولكنى هنا أريد فقط أن ألفت انتباهى وانتباهكم إلى عدة ملامح من آثار هذه النعمة ... لعلنا نشكر الله عليها ونمتن لكوننا عبيدا لرب عظيم.


أنك تأوى إلى ركن شديد

عندما تشعر أنك عبد لرب هو خالق هذا الكون ومبدعه على اتساعه وعظمة خلقه ... وعندما تعلم أن الله يراك ويسمعك ... وهو الذى يصرف أمور الكون من حولك ويصرف أمورك ... ألا يصير بداخلك ثقة فى أنه لن يصيبك مكروه إلا بأحد سببين ... إما بظلم منك لنفسك وهذا يكون خطأك ... أو بأمر من الله وطالما هو من الله هو خير لا جدال فى ذلك ... نبئنى بالله عليك أهذا خير أم من يرجع كل سكناته وحركاته وما يحدث له لمس الجن وأعمال السحر ويظن أن حياته متحكم فيها بواسطة قوى خفية هو لا يعلمها إن يظن إلا ظنا ... من من هؤلاء أقوى على مواجهة تحديات الحياة ... من يدخل فى معترك الحياة واثقا أن له رب عظيم يحميه ... أم من تتخبطه الشبهات والظنون لا يعلم للحق سبيلا؟

الحمد لله أن كنت لله عبدا.


ما نقص مال عبد من صدقة

للإنسان ميل فطرى للعطف على الفقراء ... وفى نفس الوقت عنده ميل نفسى للشح والبخل والحرص على ماله ... فترى الإنسان غير المؤمن فى صراع دائم بين رغبته فى العطف على الفقراء واشباع رغبة الخير الفطرية بداخله بالصدقة والإنفاق على الفقراء ... وبين حرصه على ماله وجشعه.


أما من يؤمن بالله ربا ويوقن فى رسالة الإسلام فهو يوقن فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم


{
ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال من صدقة , وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , ومن تواضع لله رفعه الله } حديث صحيحح


فهو يعطى ويتصدق وينفق بلا خوف على مستقبله ... فقد طمأنه ربه على لسان نبيه أن ماله لن ينقص من هذه الصدقة ... فسيرزقه الله من فضله بل ويدخر له الثواب فى الآخرة ... فترى المؤمن يعطى وينفق ويكون فى أقصى لحظات السعادة لتقديمه الخير للناس دون الخوف من عواقب هذا الخير من فقر وما إلى ذلك فيكون فى انسجام مع فطرته مستريح النفس هادئ البال.

فاللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


نعصى ونذنب ... ويتوب ويغفر ويعفو ويرزق

والله إنى لأخجل من الخوض فى هذه النقطة ... فكم عصينا من قبل وأذنبنا وفضلنا شهواتنا على حكم الله ... ويحلم الله علينا ويمهلنا ... ولا يعاجل بعقابنا فى الدنيا ويعطينا الفرصة لنتوب فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول


{
إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها } حديث صحيح


فالله يغفر ويغفر ويغفر ... ولا يغلق الله باب التوبة عل عباده حتى تطلع الشمس من مغربها ... كم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فالله لا يقنّط عباده من رحمته وباب توبته مفتوح حتى آخر نفس للإنسان ... وهذا ما يدفع الإنسان للعمل حتى نهاية أجله مؤملا فى الله خيرا ... وهذا يدفع الأمل فى قلب المؤمن دفعا فيجعله يعيش حياةلا مكان للقنوط فيها ولا يأس وأنعم بها من حياة.

فاللهم لك الحمد على أن جعلتنى لك عبدا.


أمن يجيب المضطر إذا دعاه

أترك الآن طرف الحديث ليتلقفه كل واحد منكم ... تذكر معى أخى وأختى ... كم مرة وقعنا فى ضائقة شديدة ... وضاقت بنا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا ثم تذكرنا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ... فلجأنا إلى الله وجأرنا بالدعاء ... قلنا يارب ... يارب ... يارب ... فكان فرج الله أقرب مما نتصور ... هذا على مانحن عليه من ذنوبنا ومعاصينا التى ربما لم نتب منها بعد ... ورغم ذلك يفرج همومنا وكروبنا ... فهو القائل سبحانه


{
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } النمل 62


والمضطر هنا هو أى مضطر ... فلم يقل المؤمن أو المسلم ولكن المضطر ... خبرنى بالله عليك ... ألا تشعر بالإمتنان أنك عبدا لله؟

اللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


فرحة الله بتوبة عباده

والله إنى لأعجب من هذا الحديث


{
لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة . معه راحلته . عليها طعامه وشرابه . فنام فاستيقظ وقد ذهبت . فطلبها حتى أدركه العطش . ثم قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه . فأنام حتى أموت . فوضع رأسه على ساعده ليموت . فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه . فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده } حديث صحيح


من من المفترض أن يفرح بالتوبة ... العبد أم الرب؟ من الذى يحتاج الآخر ... قطعا العبد ... فلو شاء الله لجعل الناس جميعا مؤمنين ولنا فى الملائكة عبرة ... يسبحون الله لايفترون ... ورغم ذلك يفرح الله بتوبة عبده الذليل الضعيف الفقير ... ويظهر أثر فرحة الله من توبة عبده على العبد أيما أثر ... ترى ارتياح العبد فى الصلاة ...دعونا نتذكر معا كيف كانت صلاتنا فى بداية التزامنا –نسأل الله أن يرزقنا الإلتزام- كيف كانت لذة الطاعة بعد توبة أحدنا من ذنب ما ... كيف كان طعم دموع التوبة ... أتقارن هذه اللذات بأحد اللذات العابرة المصاحبة لأحد المعاصى ... لا والله ومن جرب منكم المعصية –نسأل الله لكم العصمة- وتاب لعلم الفارق ...فكيف أنت برب تتعبد له وتجهد نفسك فى العبادة وتجد فى ذلك خير لذة.

اللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


لا خاب من استشار ... وما ندم من استخار

ترى فى سنة الشورى والاستخارة طرفا عظيما من فضل الإيمان بالله ... كم من المرات مرت علينا مواقف كان لابد لنا من اتخاذ بعض القرارات المصيرية ... فتعالى بنا نقارن بين موقف إنسان مؤمن بالله وآخر غير مؤمن:


أما الغير مؤمن فتراه يتخذ القرار سواء باستشارة أحد أم بغير استشارة وبعد دراسة أو غير دراسة ثم يتخذ القرارا على وجل ويظل منتظرا نتيجة قراره على خوف ... هل أحسن فى اتخاذ القرار أم خانه "حظه" ... ويالضيقه وهمه لو أخطأ فى اتخاذ القرار ... فيظل مهموما مكتئبا.


أما المؤمن فيعلم من رسوله الكريم أنه لاتخاذ قرار ... أى قرار تساوى فى ذلك الصغير والكبير والمصيرى فلابد له من اتباع أسلوب حكيم متوكلا على الله


- فيجب عليه دراسة الأمر متخذا كافة الوسائل المعينة على اتخاذ القرار الصحيح ... متخذا كافى الأسباب الموصله لنجاحه

- ثم عليه باستشارة أهل الثقة والعلم فى هذا الأمر

- ثم يتخذ قرارا

- ثم يستخير الله فى قراره هذا لا جئا إليه معلنا عجزه وضعفه ... نافيا الحول والقوة عنه مثبتهما لله وحده متيقنا فى أن كل مااتخذ من أسباب لا تغنى عنه شيئا انما هى لاتباع هدى النبى الكريم فى اتخاذ الأسباب وإبراء الذمة أمام الله ... أما النتيجة فعلى مسبب الأسباب وحده فالأسباب لا تملك قوة ذاتية بها ... ولكنها تتبع سننا وضعها الله فى الكون وهو الذى يملك أن تنفع أو تضر

- ثم بعد ذلك يكن على يقين من أن أيا ماكانت النتيجة فهى خير ... حتى ولو لم تظهر أنها خير ... فكم من حادث ظن الإنسان أنه خير فإذا به شر الشرور ... وكم من خير اختبأ فى باطن مصيبة ... ولنا فى سيرة أنبياء الله أسوة حسنة ... فلقد كانت سيرتهم مليئة بالإبتلاءات التى تفضى لخير عظيم خاصة أحسن القصص ... قصة سيدنا يوسف ... فمن البئر إلى القصر ... ومن السجن إلى الحكم ... ومن كيد الإخوة إلى سجودهم له ... فسبحان الله مسبب الأسباب ... وبهذا اليقين يعيش الإنسان هادئا مطمئنا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.

فاللهم لك الحمد أن جعلتنى لك عبدا.


رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

ردد معى

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

رضيت بالله ربا ... وبالإسلام دينا ... وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.


السلام عليكم

ليست هناك تعليقات: