الثلاثاء، مايو ٢٠، ٢٠٠٨

باع الفلسطينيون ارضهم ... فلنرح ضمائرنا

السلام عليكم


أتابع هذه الأيام سلسلة "فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى" للداعية الإسلامى الحبيب لعقلى وقلبى "الدكتور راغب السرجانى" وفى الدرس السادس من السلسلة تناول الدكتور تفنيد الإدعاء القائل ببيع الفلسطينيين لأرضهم بالأرقام والوقائع ... وقد رأيت أن أسرد ما قاله الدكتور للحد من إنتشار هذه الأكذوبة و إظهار الحق ... ولعل دافعى الرئيسى لذلك هو إنتشار هذه الأكذوبة وما قد يتبعها من آثار سيئة سأتناولها بعد تفنيد هذه الفرية.


ممتلكات اليهود فى فلسطين فيما قبل 1909 م

فى هذه الفترة لم يكن اليهود –والذين وصل عددهم إلى 4500 يهودى- يمتلكون أى أراضى فى فلسطين ... حيث لم يكن لهم حق تملك الأرض فى فلسطين ... وفى هذه الفترة كانت فلسطين فى ظل الخلافة الإسلامية وحكم السلطان عبد الحميد الثانى –رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فقد كان بالفعل آخر الرجال المحترمين- ... ولعل منع اليهود من التملك فى فلسطين فى ذلك الوقت كان من حكمة السلطان وحرصه على بلاد المسلمين ... فقد كانت هناك محاولات يهودية للتغلغل داخل فلسطين رويدا رويدا وكانت من أشهر هذه المحاولات ما سجلها "تيودور هرتزل" أبو الصهيونية الأول فى مذكراته من عرضه على السلطان عبد الحميد الثانى العرض التالى:

أولا: 150 مليون ليرة انجليزية هدية خاصة للسلطان –رشوة يعنى-.

ثانيا: وفاء جميع ديون الخلافة العثمانية والتى تبلغ 33 مليون ليرة انجليزية ذهبية.

ثالثا: بناء أسطول لحماية الدولة العثمانية بتكاليف مقدارها 120 مليون فرنك ذهبى.

رابعا: تقديم قرض للدولة بمقدار 35 مليون ليرة ذهبية بدون فوائد لإنعاش اقتصاد الدولة.

خامسا: بناء جامعة عثمانية إسلامية بالقدس !!!!!

سادسا: تهدئة الأوضاع فى الغرب حول قضية اضطهاد الدولة العثمانية للأرمن –لا مجال للحديث عن هذا الآن-


كل ذلك مقابل شيئين اثنين فقط

أولا: مستعمرة صغيرة خارج القدس –صغيرة وخارج القدس!! انظروا للدهاء والخبث-

ثانيا: السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين


وكان رد السلطان بالرفض التام والإمتناع عن مقابلة "تيودور هرتزل" مرة أخرى.


ممتلكات اليهود فى فلسطين فى الفترة من 1909 – 1917

وهذه الفترة هى الفترة التى تقع مابين سقوط السلطان "عبد الحميد الثانى" بمؤامرات من اليهود -الذين لم يستطيعون قتله فى عدة محاولات- بالتعاون مع جمعية ماسونية سميت بجمعية "الإتحاد والترقى" والتى تحولت لحزب سياسى بعد ذلك وقد لعبت دورا هاما فى بيع فلسطين لليهود وإسقاط الخلافة حتى أن "مصطفى كمال" الملقب بأتاتورك –لعنه الله- كان أحد أعضائها ... وبعد إسقاط السلطان عبد الحميد الثانى تولى الحكم عدة سلاطين ضعفاء وأخذت سلطة "الإتحاد والترقى" تتنامى فى تركيا حتى تولت حكومة البلاد ممهدة المجال لإسقاط الخلافة ... كل هذا بالطبع بتأييد شديد من بريطانيا لهذا الحزب.


فى هذه الفترة تملك اليهود (2%) من مساحة فلسطين والتى تبلغ 26,000 كم مربع وذلك بمساعدة حكومة "الإتحاد والترقى".


ممتلكات اليهود فى فلسطين فى الفترة من 1917 – 1948

فى هذه الفترة زاد اليهود بنسبة كبيرة فى فلسطين –بعد سقوط الخلافة- ... فقد زادوا من (8%) إلى (32%) من سكان فلسطين وفى هذه الفترة الكبيرة (30 سنة) ومع هذه الزيادة الكبيرة فى أعداد اليهود (24%) لم يمتلك اليهود مع نهاية هذه الفترة إلا (5.7%) فقط من أرض فلسطين ... أى بزيادة (3.7%) فقط عن الفترة السابقة ... وحتى هذه النسبة الضئيلة لم يبعها الفلسطينيون لليهود ... ففيما يلى تقسيم هذه النسبة:

- 1.2% إهداء من حكومة الإنتداب البريطانى لليهود بدون ثمن أو بمقابل زهيد.

- 1.5% بيع من عائلات لبنانية وسورية إقطاعية –أغلبيتها الساحقة مسيحية- أراضيهم لليهود.

- 1% المتبقى باعه الفلسطينيون أنفسهم لليهود ... وقوبل هذا التصرف من الفلسطينيين بالإستنكار الشديد واعتبروه خيانة ... حتى أن كثير من الفتاوى صدرت بتحريم بيع الفلسطينيون أرضهم لليهود أشهرها فتوى الحاج أمين الحسينى مفتى القدس عام 1922 بتحريم بيع الأرض لليهود ... ومن من الشعوب ليس من بينه خائن أو ضعيف نفس ... كانت هذه النسبة فى فلسطين 1% فقط ... ولعل كما نسمع قد يكون بعض حالات بيع الفلسطينيين للأرض كانت تحت التهديد والقمع من العصابات اليهودية التى بدأت تتكون فى ذلك الحين مثل عصابة الهجاناة.


من هنا يظهر بطلان هذه الدعوة الكاذبة ببيع الفلسطينيين أرضهم ... ولكن ما خطر هذه الدعوة؟


من أخطر ما قد تتسبب به هذه الدعوى الباطلة هو نكوص المسلمين عن معاونة إخوانهم فى مقاومة اليهود المغتصبين بدعوى أنهم طالما باعوا أرضهم أولا ... إذن فهم يستحقون ما قد يحيق بهم ... وقد ساعد على نشر هذه الدعوى الباطلة الصهاينة –وهذا مفهوم- وبعض المسلمين –هذا مايحتاج للتفسير-.

أما نشر بعض المسلمين لهذه الدعوى عن جهل أو علم فلعله لإراحة الضمير ... فإخوة الإسلام توجب علينا مساعدة الفلسطينيين فيما هم فيه وهذا يستوجب جهاد وبذل للمال والنفس والوقت فى سبيل القضية ... لذلك فلا مانع من الترويج لهذه الدعوى الباطلة لنتخلى عن إخواننا بضمير مستريح ... فهم الذين فرطوا وليس نحن!!!


وأخيرا أقول ... فرضا أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ... هل نتخلى عنهم وهم يذبحون ليل نهار.

بل قل فرضا أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ... هل نتخلى عن المسجد الأقصى وعن القدس بل عن فلسطين الإسلامية بكاملها ... مارأيك أخى/أختى إن قلت لك أن السعوديين باعوا مكة والمدينة لأمريكا ... أتراك تترك لهم المسجد الحرام والمسجد النبوى أو تترك لهم المدينتين المقدستين؟؟!!

أين العقل فى ذلك ... المشكلة أننا اصبحنا سطحيين أكثر من اللازم ... وأصبحنا كأننا مشتاقين لمن يخدعنا.


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ... وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

أخوكم واحد من المسلمين


رابط تحميل سلسلة "فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى"

رابط موقع الدكتور "راغب السرجانى"

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المسلم هل تعرف أحد قام بتفريغ دروس الشيخ راغب السرجاني عن فلسطين ؟

لأني أرى أن هناك معلومات قيمة في هذه السلسة ولقد ساعدني بعض الإخوة في كتابة بعض هذه الدروس وتبقى بعضها ليُكتب فهل تعرف أحدا قد قام بذلك ؟

واحد من المسلمين يقول...

وعليكم السلام

الحقيقة لا أعرف أحد قام بذلك ... إلا أنى أرى أنه يكفى فقط إيراد أهم المعلومات التى وردت فى الدروس مثل ماحدث فى تدوينتى تلك.

نورت المدونة