الاثنين، يونيو ٣٠، ٢٠٠٨

مملكة الجنة .. استمرارا لحملة علمنة المسلمين .. الجزء الأول

السلام عليكم


شاهدت الليلة فيلم مملكة الجنة (Kingdom of Heavens) لأول مرة ... أعلم أنه فيلم قديم ولكنى لم أهتم بمشاهدته إلا منذ أيام قلائل عندما حكى لى أحد أصدقائى عنه وأعطانى إياه ... الفيلم به الكثير من المفراقات التى لا يمكن السكوت عليها والتى تظهر الصليبيين فى صورة الحمل الوديع المظلوم ... والمسلمين فى صورة الذئب المفترس الذى لا يرحم ... ولكن برغم هذا ... يمكن حمل الفيلم على وجهين:


الأول والذى أحاول فيه تحرى غاية إحسان الظن – أن القائمين على الفيلم يحاولون ارسال رسالة سلام إلى الديانات جميعا بالتآلف والتعايش معا ... وهذا برغم التحيز الواضح فى الفيلم للجانب الصليبى ... وظهر طرفا من هذا التحيز فى المظاهر الآتية:


* ظهور المسلمين دائما بالون الأسود والصليبيين باللون الأبيض أو الألوان الفاتحة الفضفاضة ... وهذا لايخفى تأثيره على المشاهد خاصة مع أحداث الفيلم.


* تصوير الصليبيين كلهم على أنهم طيبى القلب ماعدا قلة قليلة ... فملك القدس وأخته وبطل الفيلم ووالده ومساعد والده وقائد أمن القدس ... كلهم على قلب رجل واحد من الطهر والنقاء ورغبة الخير للبشر كافة ورغبتهم أن تكون القدس هى المدينة الفاضلة ... أما رجال السوء فى الصليبيين هما اثنان فقط رينالد دى شاتيون وزوج أخت ملك القدس والذى أصبح الملك فيما بعد ... إذن فأغلب الصليبيين طيبين ... أما المسلمين ... فصلاح الدين يرفض طلب الرأفة بالمقدسيين أثناء الحرب وخالد النبوى يحرضه على ألا تأخذه الرأفه فى مواجهة الصليبيين ومساعد صلاح الدين يعرّض بطل الفيلم فى بداية الفيلم للقتل على يد "عبده" كمن يلهو بهذا الأمر ... وفى الوقت نفسه يأبى بطل الفيلم "الصليبى" أن يتخذه "عبد" فى الوقت الذى كان فيه هذا الرجل مالكا "لعبد" وكأن الصليبيين لا يتخذوا العبيد فى الوقت الذى يتخذ فيه المسلمين؟؟؟!!!


* مرور حادثة قتل رينالد دى شاتيون للحجاج المسلمين بدون حتى ما تدرك أن هذا قد حدث وذلك لعدم إثارة المشاعر ... وفى الوقت الذى يعاقبه ملك القدس يأمر بحبسه فقط ؟؟؟!!! بينما فى حرب صلاح الدين مع ملك القدس تظهر لقطات لعنف المسلمين المفرط وقتل صلاح الدين لرينادل دى شاتيون على غرة ... والذى أفزعنى هو مشهد فى الفيلم ثبتت عليه الكاميرا كثيرا وتكرر أكثر من مرة ألا وهو مشهد وضع المسلمين لرؤوس الصليبيين على شكل هرم وتعليق رؤوس بعضهم على أسنة الرماح والتمثيل بهم ... ماكان المسلمين ليستنوا بالكفار فى هذا ... فنحن لنا دين موصول سنده للسماء بغير تحريف ولا تأويل ... ينهانا عن التمثيل بالجثث؟!

أى أنه ببساطة مع غاية إحسان الظن ... نرى الفيلم يقدم المسلمين على أنهم كانوا أقل صلاحا بقليل من الصليبيين؟؟؟!!!


هذا هو الجانب الأول الذى أحاول احسان الظن فيه ... ولكن لحظة ... هل من المناسب أصلا أن أحسن الظن فى هؤلاء؟


قد سمعنا من قبل على أهداف ومبادئ الحملة الفرنسية والتى كان منها الحرية ونجد فى الجزائر مليون قتيلا من جراء الإحتلال الفرنسى له ... كما نجد الإحتلال الفرنسى لمصر والعدوان الثلاثى التى كانت فرنسا جزء منه ... ومعاهدة سايكس بيكو التى قسم خلالها الفرنسيون والإنجليز بلاد الشام وجزء من العراق بينهم كأنهم يقسمون تركة من العبيد.


قد سمعنا أيضا من قبل على أحلام الديمقراطية ونشرها فى العالم أجمع من أمريكا ... سمعنا من يريد إزالة الطغاة المستبدين من على كراسى الحكم فى الدول الإسلامية كالعراق مثلا ... ثم ماذا وجدنا؟ أتعرف ماوجدنا؟ وجدنا جوانتانامو ... وجدنا سجن أبو غريب بكل ما حدث فيه ... وجدنا تعتيم أمريكا على ماحدث ويحدث فى هذه السجون ... وجدنا استخدام أمريكا لأراضى بلاد غيرها لممارسة التعذيب عليها ... وجدنا ازدياد استهداف الصحفيين ومنعهم من نقل الحقيقة ... وما معركة المطار التى أنهت المقاومة العراقية عنا ببعيد.


أخبرونى بالله عليكم ... مايجعلنى أحسن الظن ... أن أسمع لشخص يبتسم إلى ويمد لى يده بالسلام وبيده الأخرى خلف ظهره خنجر ليضربنى به؟ والأدهى أنه طالما ضربنى وبنفس الطريقة ومازال يضربنى ... وأنا بغبائى لا أرى إلا وجهه المبتسم.

ولكن ... هناك سببا أهم مما قلت من قبل لعدم احسان الظن ... يقول الله تعالى فى كتابه العزيز


{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} التوبة 8


إلاً : أى قرابة , ذمةً : أى عهدا


وهذا مانراه بأعيننا ... فلقد ظهر علينا أهل الكتاب الذين يؤمنون بربنا ومنهم من يوحده معنا ... فماكانت النتيجة؟ لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ... أنسيت مشهد محمد الدرة ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى ... لا شئ ... أنسيت مشهد إيمان حجو والشظية تهتك بطنها ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى؟ لاشئ ... أنسيت جلعاد شاليط ... ماذا حدث بعده من العالم المسيحى أو اليهودى ... بالطبع حدث الكثير ... وساطات وتهديدات وضغوط ... لا يرقبون فينا إلا ولاذمة ... ولكن انتظر ... هل معنى هذا أن نسعى لنظهر عليهم ثم نرد عليهم الصاع صاعين؟ ... لا يا أخى ... لو كان هذا منهج الإسلام لقتل النبى كل أهل مكة بعد فتحها ولكان حقه ... أعلمت كم اضطهدوا المسلمين وكم عذبوا منهم وقتلوا فى مكة قبل الهجرة ... وكم سرقوا من أموال –وما قصة صهيب الرومى رضى الله عنه عنا ببعيدة- ... ولكنه تركهم ليعلم المسلمين أولا ثم البشر كافة كيف يكون العفو ... ليعلم الناس كافة مايريد الله من عباده من أخلاق ... حارب المسلمون؟ نعم ... قتلوا فى حروبهم جنودا؟ نعم ... ولكن ما كانت نتيجة هذه الحروب؟


كانت نتيجتها أن انتشر الإسلام بتعاليمه السمحة فى بقاع كثيرة ... بعضها لم يصله جيش إسلامى قط كالفلبين مثلا ... لم يرغم المسلمين أهل الكتاب قط على اعتناق الإسلام ... لم يضطهدوهم لدينهم بل على العكس ... نذكر كلنا قصة القبطى الذى جاء يشتكى ابن عمرو بن العاص رضى الله عنه لأمير المؤمنين الفاروق عمر رضى الله عنه وهو مازال على نصرانيته ... وكيف أن المسلمين ملأوا الأرض علما ونورا فى قرون كانت ترزح فيها أوروبا تحت أغلال الجهل والفقر والأشد من ذلك التعسف والظلم باسم الدين وقتل العلماء باسم الدين ... هذا تاريخ الإسلام ... ولوكان تاريخه أسودا لارتدت الممالك المفتوحة عن الإسلام بمجرد ضعف الخلافة الإسلامية وماوجدنا دولة إسلامية تسمى موريتانيا أبعد ماتكون عن شبه الجزيرة موطن الرسالة.


أطلت كثيرا ولم أدخل فى لب الموضوع ... لعلى من شدة تأثرى وانفعالى بالفيلم ... فانى رأيته توا ولم أستطع النوم قبل كتابة هذه الكلمات ... ندع الفكرة الرئيسية لتدوينتى تلك للتدوينة القادمة إن شاء الله وهى عن السيناريو الآخر ذو الظن السئ ... ماهو ولماذ وكيف نستخلص السم من عسله؟


أخوكم ... واحد من المسلمين.

السلام عليكم

هناك ٤ تعليقات:

*الخاتــــIraqi Ladyـــووون* يقول...

أنا ما شفت هالفلم رغم إني سمعت إنه يظهر المسلمين بغير الصورة التي تحاول هوليوود دائماً إظهارها، قلت معقولة؟؟

الآن بكلامك شوقتني أشوفه، إن كان كلامك صحيح رح يجيني حرقان بالدم و ضغط و سكر (عارفة) بس لازم الواحد يكون على علم بأهم المستجدات..

تقبل تحياتي

واحد من المسلمين يقول...

سلام عليكم

مرحبا بكى فى المدونة ... أنا ماكملتش الموضوع لإنشغالى الشديد ولكن ... نظرا لأنك ستشاهدى الفيلم أرجو ان أعطيكى نبذة عن الهدف الرئيسى للفيلم .. الهدف الرئيسى للفيلم هو دعوة للعلمانية اى ترك الأديان جميعا ... فالفيلم يصور ان الأديان ماجاءت إلا بالشر على البشرية ... ودليل ذلك أنك لو تتبعتى كلمة انها مشيئة الله لرأيتى أنها ماذكرت إلا مقارنة بالخراب والدمار والحرب .. وبما ان المسلمين هم أكثر المتمسكين بالدين فى العالم الآن .. رغم أنهم ليسوا عددا أكثر المؤمنين بديانة ولكن المسيحيين الذين هم أكثر الذين ينتمون لديانة أكثرهم -فى أوروبا وامريكا- ينتمون للمسيحية فقط اسما .. إذن فالدعوة موجهة بوضوح للمسلمين لترك دينهم والإتجاه للعلمانية ولهذا عنونت التدوينة بهذا الإسم.

سلام عليكم

الديب يقول...

أقول بقولك ..


أخبرونى بالله عليكم ... مايجعلنى أحسن الظن ... أن أسمع لشخص يبتسم إلى ويمد لى يده بالسلام وبيده الأخرى خلف ظهره خنجر ليضربنى به؟ والأدهى أنه طالما ضربنى وبنفس الطريقة ومازال يضربنى ... وأنا بغبائى لا أرى إلا وجهه المبتسم.

شاب أِحمَرَ وجهه لدين الله يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أخي حياك الله
ثانياً أشكرك على تلك المدونة التي تناقشمن خلالها هذا الفليم الملعون بمن شارك فيه وأولهم خالد النبوي الذي يؤسفني ويؤسف كل مسلم شاهد هذا الفيلم ان هذه الشحصية مسلمة
فمثل تلك النفوس الضعيفة الجاهلة بديننا العزيز هي من تشجع هؤلاء العلمانيين على التشهير بديننا العزيز
فكم أصابني بالأمس من الانفعال والحرقة اثناء مشاهدتي لهذا الفيلم الماسخ، حينها فكرت في عمل اي شئ اعرض من خلاله هذه الاهانة البالغة بديننا وبالمسلمين إلا أنني وجدتك سبقتني بتلك المدونة الرائعة
ورسالتي الآن لكل مسلم وخاصة الشباب من امتنا الذين ينساقون ويفتنون بمثل تلك الشخصيات الزائفة ويتخدونها مثلا وقدوةً لهم أن نتمسك بتعاليم ديننا وان لا نتشبه بالغرب أون نأخذ قدوتنا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

وعذراً على الإطالة لأن فعلا الموضوع يستاهل ومهما كتبت مش هقدر أعبر عن الحرقة والغيظ الذي اصابني من مشاهدتي لهذا الفيلم