الثلاثاء، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٧

أمتنا لسه بخير


السلام عليكم

أكتب هذه التدوينة لأقول لنفسى ولغيرى ممن سيقرأ هذا الموضوع –إن شاء الله- إن أمة الإسلام لسه بخير ... صحيح الخبث كتير ولكن الخير برده كتير ... وأنا هاأكتفى بس بذكر موقفين حصلوا معايا اليومين اللى فاتوا للتدليل على ما أقول ... صحيح الموقفين دول مافيش فيهم بطولات كبيرة ولا تضحيات عظيمة من أبطال الموقفين ولكن ... فيهم لمسة رقيقة ومدلولات لطيفة على خيرية هذه الأمة برغم مافيها من علل مؤقتة ستزول قريبا إن شاء الله.

الموقف الأول ... عند خروجى من محطة المترو ... وجدت رجلاً ملتحياً يبيع سواك ومطويات دعوية صغيرة ... كان بجانب المدخل فعبرت من جانبه للخروج وكان المخرج مزدحما ... وعند عبورى بجانبه وكزنى بيده وهى ممسكة بمطوية دعوية وهو يقول فى سرعة "هدية للدعوة" ... وحيث أنه لم يكن من الممكن أن أقف فقد أكملت طريقى إلى خارج المحطة وأنا أجد فى يدى هذه المطوية ... وشعرت أن هذه حركة من هؤلاء البائعين لإستمالة قلب الزبون إما للشراء منه أو لإعطائه صدقة ... ولكنى فى نفس الوقت تعودت ألا آخذ شئ بلا مقابل ... فذهبت مضطراً لأعطيه قليل من المال ورجعت ... وفى رجوعى وجدته ينادى عليّ قائلا "يا شيخ ... المطويات دى واحد عطيهالى علشان أوزعها مجاناً ... الفلوس اللى إنت عطيتهالى دى تمنها ولا من عندك؟" فى إشارة أنى لو أعطيته هذا المال ثمنا لهذه المطوية فلا يحل له أن يأخذها لأنها ليست ملكه ... فرددت عليه أن لا ... وأن هذا المال له ... المهم فى هذا الموقف أن هذا الرجل يبدو من مظهره شدة الفقر ... والمبلغ الذى أعطيته إياه صغير جدا لا يذكر ... وأيضا المكان مزدحم لا يسمح بالنقاش والجدال ... كما أنى لا أعرف أن هذا الرجل أخذ هذه المطويات للتوزيع مجاناً ... ورغم كل ذلك ترى الإيمان فى قلب هذا الرجل وتقواه تمنعه من أكل المال الحرام ... هذا الرجل بتقواه مع فقره الشديد لم يجعل لى عذراً أو لأحد من المسلمين فى أكل المال الحرام من رشوة أو غيرها متعللا بضيق الحال ... فلن تكون فى مثل حال هذا الرجل.

الموقف الثانى ... كلمنى اليوم أخ لى حاكيا عن رجلا يسكن فى مدينتى -البلد- متعجبا من ضيق حاله وشكره وصبره ... يقول لى ... هذا الرجل يعمل مدرسا بالأزهر بأجر حوالى 300 فى الشهر وعنده من الأولاد سبعة ويعيش فى شقة بغرفتين ... يحكى انه فى يوم دُعىَ –أخى هذا- وبعض الأخوة ومنهم هذا الأستاذ الازهرى لتناول طعام ... وعندما ذهبوا وجدوا الطعام عبارة عن صينيتين مكرونة بشاميل وكان الافراد حوالى 6 أو سبعة أفراد ... طبعا تأفف أغلب الحضور فى أنفسهم من قلة الطعام ... وقال هذا الأستاذ الأزهرى "الحمد لله ... انتوا عارفين الأكل ده فيه مكرونة ولبن وبيض ولحمة ... ياسلام نعمة والله ... والله إحنا هانتسأل على النعمة دى يوم القيامة!!!" أترك لك أخى تخيل حال هذا الأستاذ ... يكمل لى أخى هذا أن هذا الأستاذ منضما لجماعة التبليغ –وفقهم الله لنشر دعوة الله فى الأرض جميعا- وبعد رجوعة من خروج فى سبيل الله لمدة شهر للدعوة ... جاء بضيف و أقامه معه ثلاثة أيام ... فعندما قال أخى للأستاذ الازهرى "يا أخى ... بأه بدل ماتخش على عيالك بنص كيلو لحمة ... تدخل عليهم بضيف؟!" ... رد عليه هذا الأستاذ قائلا "يا اخى ... الضيف بييجى برزقه" ... الموقف ده مش بيفكرك بموقف حصل أيام النبى –صلى الله عليه وسلم- عندما استضاف أحد الصحابة ضيف النبى –صلى الله عليه وسلم- برغم أن الطعام لا يكفيه هو وزوجته وأولاده ... فجعل الطعام كله للضيف ولم يأكل هو أو زوجته أو أولاده منه ... وعندما استيقظ فى الصباح وذهب للنبى –صلى الله عليه وسلم- وجده مبتسما له قائلا له "إن الله عجب من صنيعكما –أنت وزوجتك- البارحة" -الحديث بالمعنى- ... تأمل معى أخى برغم ضيق حال هذا الأستاذ إلا أنه حريص أشد الحرص على الدعوة إلى الله بل حتى الخروج وترك زوجته وأولاده لمدة شهر للدعوة إلى الله ... هذا الاستاذ لم يترك لى أو لأحد من المسلمين عذرا للتملص من واجب الدعوة بحجة الإنشغال بطلب الرزق أو بالأولاد أو بأى سبب أخر ... فيمكننا الدعوة فى عملنا ومنزلنا وشوارعنا.

وأخيرا ... مما أفرحنى كثيرا وشعرت معه بإزدياد الصحوة الإسلامية ... وبميل المجتمع الإسلامى الآن إلى الإنصباغ بصبغة الدين شيئا فشيئا مارأيته البارحة فى مدينتى ... نزلت مع والدى السوق لقضاء بعض المصالح –وهذا هو اليوم الثامن من ذى الحجة- فوجدت أن الناس جميعا تقريبا صائمين ... والأجمل من ذلك أنهم يتكلمون معك من هذا المنطلق ... فتجد مثلا الميكانيكى يقول لوالدى "تعالالى بعد الفطار –إن شاء الله- خد العربية" ... وبائع السمك "هاتفطر إن شاء الله من السمك ده وهاتدعيلى –تدليلا على جودة السمك-" وفى الميكروباص أسمع نقاش فى موبايل احد الركاب مقنعا شخصا على الطرف الآخر من المكالمة بأن يمر عليه بعد الإفطار ... كل ذلك ونحن لسنا فى يوم عرفة المعروف بصيام أغلب الناس له ... فلما رجعنا سألت والدى ... هل كان الناس حريصين على صيام التسع أيام الأول من ذى الحجة –كحرصم الأن- من خمس سنوات مثلا ... قال لى لا لم يكونوا بهذا الحرص ... فلهذا أحسست كما ذكرت لكم بقرب عودة الإسلام للقلوب قريبا ... وازدياد الصحوة الإسلامية المباركة تأثيرا فى المجتمع المصرى وعلى ما أظن فى جميع الدول الإسلامية.

أخوكم فى الله ... واحد من المسلمين

السلام عليكم

ليست هناك تعليقات: