السلام عليكم
كتاب اليوم هو كتاب "قوة التحكم فى الذات" للكاتب والمحاضر العالمى الدكتور "إبراهيم الفقي" والمعروف عالميا وعربيا وله سجل إنجازات مشرف فعلا مدون فى بداية الكتاب.
الكتاب يتكلم بصورة عامة –وكما هو واضح من عنوان الكتاب- عن التحكم فى الذات والوصول بهذا التحكم إلى السعادة المنشودة ... يظهر بوضوح من أسلوب الكاتب نزعته الدينية القوية والتى ظهرت فى كثير من الإستشهادات من القرأن والأحاديث الشريفة –على قائلها أفضل الصلاة والتسليم- ... أيضا يتسم الكتاب مثل غالبية كتب التنمية البشرية و محاضراتها بكثير من الأمثلة الواقعية والإحصائيات والقواعد المستنتجة من هذه المواقف مع بعض الطرق العملية للوصول إلى تنفيذ هذه القواعد.
الكتاب يقع فى خمسة فصول رئيسية
الفصل الاول: التحدث مع الذات
ويتناول مناقشة التحدث مع الذات مبينا مستوياته وأنواعه ويمكن تلخيص هذا الفصل فى الآتى
# يستهلك الإنسان وقتا كبيرا فى الحديث إلى ذاته فراقب نفسك وامنعها من إضاعة الكثير من الوقت فى المحادثة السلبية مع الذات.
# ركزفى حديثك مع نفسك على الرسائل الإيجابية كقولك مثلا "أنا ناجح" أو "أنا سعيد" فبكثرة تكرار هذه الرسائل يتم برمجة العقل الباطن على أن هذه هى الحقيقة مما يؤدى لإنعكاس ذلك على حياتك.
الفصل الثانى: الإعتقاد
ويتناول قضية الإعتقاد وكيف تؤثر فى حياة الإنسان وذكر أشكال الإعتقاد وهى (الإعتقاد فى الذات، الإعتقاد فيما تعنيه الأشياء، الإعتقاد فى الأسباب، الإعتقاد عن الماضى، الإعتقاد فى المستقبل) ويمكن تلخيص هذا الفصل فى الآتى
# حاول تغيير الإعتقادات السلبية عنك وعن الأشياء المحيطة بك إلى إعتقادات إيجابية فمثلا ... بدلا من أن تعتقد أن زملاءك يكرهونك ... اعتقد فى أنهم يحبونك وحاول اقناع نفسك بذلك فبالتأكيد سيؤثر ذلك على علاقتك معهم.
الفصل الثالث: طريقة النظر للأحداث
يتناول هذا الفصل مناقشة نظرتنا للأحداث ... ويضرب الكاتب مثالا على أثر نظرتنا للأحداث على سعادتنا فيقول ... ذهب مدير إنشاءات أحد الشركات إلى موقع إنشائى فسأل عامل ماذا تفعل؟ ... رد عليه العامل بغيظ "أقطع هذه الحجارة بهذه الآلات البدائية إلى قطع صغيرة كما أمرنى مدير الموقع وهذا العمل يثير غضبى خصوصا فى هذا الجو شديد الحرارة" ... ذهب مدير الإنشاءات لعامل ثان وسأله نفس السؤال ... أجاب عليه العامل الثانى "أقطع هذه الحجارة الكبيرة إلى قطع صغيرة ثم أنقلها إلى هذا المكان وهذا العمل ممل ولكنى أتكسب منه قوتى وقوت أولادى فأنا أفضله على الجلوس فى البيت بلا عمل" ثم اتجه مدير الإنشاءات إلى عامل ثالث وسأله نفس السؤال ... رد عليه العامل الثالث بأن اشار إلى البرج الذى يعملون به قائلا "ألا ترى إنى أبنى هذا البرج" فهؤلاء العمال الثلاثة يعملون نفس العمل فى نفس المكان بنفس الظروف ولكن نظرتهم مختلفة ... فهنا يمكن تلخيص هذا الباب أنه عليك النظر إلى الأحداث بإيجابية والنظر إلى نصف الكوب المملوء.
الفصل الرابع: العواطف
ويناقش هذا الفصل عواطف الإنسان وكيف تؤثر عليه سلبا وإيجابا ... ويخلص الكاتب إلى أنه لا يجب السماح للعواطف السلبية التأثير علينا وذلك بمعنى أن يكون الإنسان اكثر ثباتا فى مواجهة العواطف السلبية فمثلا ... إذا استيقظت من نومك نشيطا سعيدا ثم خرجت فوجدت سيارتك معطلة ... فلا يجب أن يتحول يومك كله إلى كابوس لمجرد هذا الشعور ... ولكن تخطى هذا الموقف بابتسامة ولا تجعله يؤثر على مزاجك اليومى ... وهذا كان ملخص الفصل.
الفصل الخامس: السلوك
وفى أخر فصل من الكتاب ... يتناول الكاتب سلوك الإنسان وكيف أنه فى كثير من الإحيان يتم برمجة سلوك الإنسان على سلوكيات سلبية أو ايجابية بدون ان يشعر ... ويكون مصدر هذه البرمجة (الوالدين، المدرسة، الأصدقاء، وسائل الإعلام) ... وبالتالى فيجب على الإنسان كل فترة أن يتمهل قليلا ويتأمل فى سلوكياته ... فيتخلص من السلوكيات السلبية ويحافظ على السلوكيات الإيجابية.
وفى خاتمة الكتاب ذكر الكاتب قصة معبرة ... تحكى القصة عن عماد الذى لايتجاوز السابعة من عمره ... كان ذاهبا إلى رحلة مع عائلته إلى جزيرة تاهيتى ... وفى أثناء الرحلة صعد عماد إلى سطح السفينة ونظر للمحيط وانحنى عماد بشدة حتى وقع فى المحيط ... صرخ عماد كثيرا حتى سمعه رجل فى الخمسين من عمره ... فأطلق صافرة الإنذار فى السفينة حتى تتوقف وأسرع إلى عماد لإنقاذه ... وتم انقاذ عماد فى آخر لحظة ... وعندما صعد عماد للسطح وهدأ روعه ... أسرع يبحث عن الرجل الذى أنقذه ... فوجده واقفا فى جانب السفينة مازال مبتلا ... أسرع عماد نحوه واحتضنه وقال له "شكرا لك، لقد انقذت حياتى" ... نظر اليه الرجل وقال له كلمة عجيبة ... قال الرجل لعماد "يابنى، أتمنى أن تساوى حياتك انقاذها" انتهت الحكاية.
السؤال الأن ... هل تساوى حياتى وحياتك إنقاذها؟
إن كانت حياتنا لعب وترف وتمتع بشهوات الدنيا وملذاتها فقط فما قيمتنا فى الحياة ... قال مصطفى صادق الرافعى "مااستحق الحياة من عاش لنفسه فقط" ... وكان أستاذ لنا فى الجامعة يقول لنا "إما أن تساعد، وإما أنك بحاجة للمساعدة" ... فقيمة حياتى وحياتك يا أخى بمقدار مانقدمه من خير فى هذه الحياة من مالنا ووقتنا وجهدنا ... وفى هذا يقول سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- "لأن امشى فى حاجة أخى حتى تنقضى خير لى من عبادة شهر" -الحديث بالمعنى- هذا فى باب الوقت والجهد ... أما فى باب المال يقول مولانا عز وجل "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " البقرة 261.
لذا فمن واجبنا أن نحاول أن نجعل لحياتنا معنى بالعمل لأهداف كبيرة والإهتمام بمعالى الأمور والبعد عن سفاسفها وتقديم الخير للناس ... كل الناس.
معلومات عن الكتاب
اسم الكــتاب: قوة التحكم بالذات
اسم الكــاتب: د/إبراهيم الفقى
النــــــاشـــر: المركز الكندى للتنمية البشرية
تاريخ النشـر: 2000 مـ
السلام عليكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق