الخميس، ديسمبر ٢٧، ٢٠٠٧

شكرا ... حبيبي


أحيانا ... تأخذنا الحياة وننسى أعز الناس علينا ... ننسى من ضحى من أجلنا ... ننسى أناس كانوا يتمنون السعادة لنا ولو على حساب أنفسهم.
أحيانا ... يغرنا كثرة الإحسان وإلفه عن تذكر المحسنين ... وعن تذكر ما تركوا ليعطونا و ما فقدوا ليمنحونا.
أحيانا ... أجد نفسى مقصرا تجاه هذا أو ذاك ولكن تاخذنى مشاغل الحياة فيبقى الإحساس بالتقصير و يبقى التقصير ... ولكن هناك أناس لا تأخذهم مشاغل الحياة وتقذفهم فى دائرة التقصير.
أحيانا ... ننسى أن نقول أحبك للذين طالما أحبونا ... ننسى أن نقول أحبك للذين نحبهم ولكن تأخذنا مشاغل الحياة عن أن نقول لهم هذه الكلمة.

لطالما أردت ان اقولها لك ولكن لايمكننى ذلك الأن فقد فارقت دنيانا ... أتمنى لو يرجع بى الزمان فأقولها لك وأنحنى أقبل قدميك شاكرا لك ... ولكن ... لعل عزائى أن أقولها لك الأن وأشهدكم عليها ... فلربما أحدكم يكون مثلى فى تقصيرى فيشكره بشكرى له.

شكرا ياحبيبى يا رسول الله

شكرا ... ولو كان الشكر قليلا على ما قدمت لى ... فأنا الأن أتذكر حالى قبل السير فى طريقك ... حياة تافهة باردة لامعنىً لها ولا هدف ... آكل لأن الناس تأكل ... وأشرب لأن الناس تشرب ... وأنام لأن الناس تنام ... لاأعرف إلى أين ينتهى بى المسير ... ولا أرى نهاية الطريق.
شكرا ... فلقد علمتنى كيف أعيش فى الدنيا لغاية عظيمة ...ولقد قدمت لى سيرتك رصيدا لا ينضب أتعلم منه وأستقى ماأصلح به أمر دينى دنياى.
شكرا ... فما عرفت السعادة إلا فى طريقك ... ولا افقدها إلا بمقدار ما أبتعد عنه.
شكرا ... وسامحنى على الشكر فهو يتضائل أمام تضحياتك لهذه الأمة.

لطالما تحملت عنت الكافرين والمنافقين لتبلغ لى الدين وتخرجنى وأمتك من الظلمات إلى النور.
لطالما ناجيت ربك طالبا منه العفو عن أمتك و إيصال رحمته –تعالى- لنا جميعا.
لطالما تعبت وجُعت وتألمت لنرتاح ولتبين لنا الطريق واضحا جليا لا لبس فيه ولا غموض.
لطالما يسرت على امتك امر دينها وزممت من تشدد فيه.

لكأنى أراك يوم الطائف راجعا حزينا يملأ الهم رأسك ... خائفا علي أهلها من تعنتهم أن يوردهم حتفهم.
لكأنى أراك عندما نزل إليك ملك الجبال يسئذنك فى إطباق الأخشبين على أهل الطائف فأبيت لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده.
لكأنى أراك يوم الهجرة واثقا من نصر الله تطمئن صديقك الصديق الذى يكاد يهلك فزعا عليك فتقول له إن الله معنا.
لكأنى أراك فى المدينة تمر عليك الأهلة ثم الأهلة ثم الأهلة ولم يوقد فى بيتك نار ولو أردت المال والجاه لكفاك أهل مكة منه على أن تترك دينك فما رضيت.
لكأنى أراك يوم الخندق رابطا حجرين على بطنك من الجوع وتعمل مع المسلمين كفرد منهم مع ماأنت فيه من النبوة والملك عليهم.
لكانى أراك حين تدخل مكة وتقول لمن داوموا على ايذائك وايذاء أصحابك اذهبوا فأنتم الطلقاء.
لكأنى أراك تسابق أم المؤمنين عائشة فى الصحراء مداعبا لها.
لكأنى أراك تعلم الشاب الذى جاءك يستأذنك فى الزنا فتقول له ... أترضاه لأمك ... أترضاه لأختك ... فلم تعنفه ولم توبخه ... فصدق رب العالمين حين قال عنك رحمةً للعالمين.
لكأنى أراك فى المنزل تساعد فى عمل زوجاتك مع ما أنت فيه من هموم جسام وأمور عظام.
لكأنى أراك وأنت مطل من باب بيتك على المسلمين فى المسجد فى أيام مرضك الأخير مبتسما لهم ومودعا لهم راضيا أن يكون أخر عهدك بهم الصلاة.

فعذرا رسول الله على تقصيرى فى إبلاغ دعوتك ... عذرا رسول الله على تفريطى فى رسالتك ... ولكن تقبل منى شكرى واعتذارى ... ولا يسعنى إلا أن أقول لك أنى أحبك ... فشكراً ياحبيبى.

ليست هناك تعليقات: